المصدر: النهار
الكاتب: مجد بو مجاهد
الثلاثاء 23 أيلول 2025 07:45:34
التحضيرات قائمة للقاء البابا لاوون الرابع عشر في لبنان، عبر من ناطت بهم البطريركية المارونية المهمات التنظيمية، لكن ثمة سياسيّين يحبّذون الاجتماع به على حدة لشرح وجهة نظرهم حيال المسألة اللبنانية. ولقد قرّر "مؤتمر المسيحيين العرب" الذي يضمّ لبنانيين كثراً تحضير رسالة وتقديمها بادئ ذي بدء إلى السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، على أن تطّلع حاضرة الفاتيكان على محتواها قبل أن تسلّم إلى البابا في لبنان. وبحسب معطيات "النهار"، ستكون الرسالة "من أجل عروبة عصريّة تتّسع للجميع"، على أن تشمل تواقيعها مشاركة مسيحيين من لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين ومصر، إلى مسلمين كانوا تابعوا أعمال المؤتمر عام 2019، والحلقات التشاورية حينذاك حيال قضايا عدّة منها "ظاهرة العنف في المنطقة"، و"أطروحة تحالف الأقليات الدينية في المنطقة", و"الدولة الوطنية في المنطقة العربية والعروبة والعمل العربي المشترك".
وإذ يستمدّ "مؤتمر المسيحيين العرب" حيوية عام 2025 من أجواء التهيئة للزيارة الراعوية، يتّضح أنّ أولوية الرسالة هي لفت انتباه البابا لاوون إلى أنّ المسيحيين ليسوا جالية أجنبية في الشرق، إنما هم من الأعتق في تجذّرهم.
من مرجعيات "مؤتمر المسيحيين العرب"، النائب السابق فارس سعيد الذي يبشّر بمبدأ التجذّر والبقاء في المنطقة عبر تقديمه "مصلحة المسيحيين في التفاعل الخلّاق مع كلّ المنطقة وتحديداً المسلمين، والتي لا تتحقّق بطروحات الانفصال عن الأوطان".
لبنانياً، أولوية "رئيس لقاء سيدة الجبل" التي يمكن أن تلخّص أهمية الرسالة، هي تأكيد عروبة لبنان وعروبة المسيحيين والتشديد على أنّ مسيحية اللبنانيين لا تتناقض مع عروبتهم.
ويشجّع سعَيْد الجماعات على أن تحدّد خياراتها مع إعادة ترتيب معالم المنطقة ومصالحها الاقتصادية والثقافية والسياسية والوطنية على مساحة العالم العربي. ولا يحبّذ ما يبرز لدى بعض جماعات الأقليات من ميل إلى الانفصال عن أوطانها. وإذ يشكّل "رئيس سيّدة الجبل" مرجعاً من الفريق المسيحي الذي يعتبر أنّ الأوطان نهائية في المنطقة، يرفض طروحات أن تكون أصغر أو جزءاً من أطر أكبر.
كلّ ما يهدف إليه سعَيْد هو التفاعل مع المسلمين ضمن الدول الوطنية، على أن تحترم حقوق المواطن وتؤمّن خصوصيات الجماعات. هذا بمثابة عمل لا يزال يراه أساسيّاً وجرى تأكيده في أعمال "مؤتمر المسيحيين العرب" عام 2019، على أن يوطَّد مجدّداً خلال زيارة البابا للبنان. ولا يتوجس من خيارات انقسامية للبعض، لكنّه مع المصارحة حيال الخيارات بشجاعة. هكذا ستكون الرسالة تأكيداً لنهائية الكيان اللبناني وعروبة المسيحيين في لبنان.