المصدر: المدن
الكاتب: جاسنت عنتر
الخميس 28 آب 2025 08:09:24
أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي خلال إطلالته التلفزيونية الأخيرة عن زيارة محتملة للبابا ليو الرابع عشر إلى لبنان. واعتبر الراعي أنّ هذه الزيارة قد تكون الأولى للبابا خارج إيطاليا. ومن المتوقع أن تتم في شهر كانون الأول. وأوضحت مصادر مطلعة على أجواء الفاتيكان لـ" المدن" أنّ فكرة الزيارة البابوية للبنان مطروحة منذ أيام البابا فرنسيس، إلا أنّ أخطاء بروتوكولية وعراقيل حالت دونها.
أجواء الفاتيكان
زيارة البابا للبنان لها رمزية سياسية كبرى في هذه المرحلة الحساسة. فتوقيتها مرتبط بتغييرات على صعيد رؤساء بعض الكنائس الكاثوليكية، وتحديداً، ربما، بانتخاب بطريرك جديد للسريان الكاثوليك، كما لها علاقة بزيارة البابا للقدس. وفي مقابلة لـ "المدن"، توقع السفير السابق للبنان في الفاتيكان فريد الخازن أنّ تتم الزيارة نهاية هذا العام. وقال إن لها أهمية كبرى لما يبديه الفاتيكان من اهتمام بلبنان خصوصاً بعد الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي في 2019. كما أنّ الحرب الأخيرة على لبنان والتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة هي محط اهتمام الفاتيكان. وأشار إلى أن اجتماعاً عقد في الفاتيكان بعد إقرار الحكومة اللبنانية بند حصر السلاح بيد الدولة، وأجمع الحاضرون على أهمية تطبيق القرار، كما جرى تقويم الوضع في لبنان بعد حرب 2024. وذكّر الخازن بالاجتماع الذي عقد في تموز 2021 من أجل لبنان في حضور البابا فرنسيس وكبار المعاونين ورؤساء الكنائس الشرقية: الكاثوليك والبروتيستانت والأورثوذكس، واستمر من الثامنة والنصف صباحاً حتى السابعة والنصف مساء، وفيه أبدى الحاضرون اهتمامهم بالوضع اللبناني.
بين لبنان والفاتيكان
أوساط سياسية مقرّبة من بكركي أوضحت لـ"المدن" أن تحديد موعد الزيارة بدقة متروك للفاتيكان، وتحديداً في مجمع الكنائس الشرقية حيث ينسّق أمين السر العام للمجمع المطران ميشال جلخ (لبناني) تفاصيل الزيارة وموعدها (هو مسؤول عن زيارات البابا إلى الكنائس الشرقية). ومن المتوقّع أن يُؤكَّد ذلك بعد 15 أيلول، خصوصاً أنّ هناك تخوّفاً من الوضع الأمني في المنطقة. وعادةً لا يعلن الفاتيكان عن زيارة قبل ثلاثة أو أربعة أشهر. وتوازياً مع ذلك، يلعب السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا دوراً مهماً في التحضير للزيارة عبر علاقاته الوطيدة بالمسؤولين اللبنانيين، وما ينقله عنهم إلى الكرسي البابوي. وعلمَ أن الفاتيكان يؤيّد استقرار لبنان، ولذلك هو مع استعادة الدولة لقرارها وموقعها. وأثناء ذلك، لم يتسلم السفير اللبناني الجديد لدى الفاتيكان فادي عساف مهامه بعد، ومن المتوقّع أن يباشر عمله في أيلول. وأوضح في حديث إلى "المدن" أنه سفير مقترح، وليس معتمداً بعد.