المصدر: العربية
السبت 4 تشرين الأول 2025 19:32:44
خلص باحثون مختصون إلى حقيقة غريبة لكنها مقلقة ومرعبة، ومفادها أن ثمة "مواسم" لحدوث النوبات القلبية في أوساط النساء، حيث في تلك المواسم تزداد الحالات بصورة كبيرة وتؤدي إلى الوفاة، لكن الغريب في اكتشاف العلماء أن الرجال لا يواجهون الظاهرة نفسها ولا ترتفع في أوساطهم حالات النوبات القلبية.
ومن المعروف أنَّ النوبات القلبية والسكتات الدماغية من بين أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في العالم حالياً، كما أنَّ هذه الحالات تؤدي إلى تعطل العديد من أعضاء الجسم في حال لم تؤدِ إلى الوفاة المباشرة.
وقال تقرير نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن باحثين مختصين خلصوا إلى أن "ازدياد العواصف الشمسية التي تضرب الأرض يؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات النوبات القلبية، وأرجعوا ذلك إلى "اضطرابات المجال المغناطيسي للكوكب".
ووجد باحثون من المعهد الوطني لأبحاث الفضاء (INPE) في البرازيل أن النساء يُصبن بنوباتٍ قلبيةٍ أكثر بثلاث مراتٍ تقريباً في الأيام التي تضرب فيها العواصف الجيومغناطيسية الدرع غير المرئي للكوكب.
وينشأ المجال المغناطيسي للأرض عن حركة الحديد والنيكل المُنصهرين في نواة الكوكب، وهذا المجال يحمي البشر من الإشعاع الشمسي الضار، ويُساعد في توجيه الحيوانات، مثل الطيور، أثناء هجرتها.
ووجدت الدراسة الجديدة أن النشاط الشمسي يُمكن أن يُؤثر على القلب من خلال تعطيل إيقاعات الجسم الطبيعية وأنظمة الإجهاد.
وتُغير العواصف الجيومغناطيسية الإشارات منخفضة التردد للغاية في المجال المغناطيسي، مما قد يؤثر على موجات الدماغ، مُخلًّا بتوازن هرمونات مثل الميلاتونين والسيروتونين.
وتساعد هذه الهرمونات على تنظيم ضغط الدم، ووظائف القلب، وغيرها من العمليات الحيوية التي قد تؤدي إلى مشاكل في القلب في حال اضطراب التوازن.
وقال الباحث في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء لويس فيليبي كامبوس دي ريزيندي: "تجدر الإشارة إلى أن عدد النوبات القلبية بين الرجال أعلى بمرتين تقريباً، بغض النظر عن الظروف المغناطيسية الأرضية"، لكن في حال النظر في تأثير العواصف الشمسية فإن النساء أكثر إصابة بالنوبات القلبية من الرجال بثلاثة أضعاف.
ويشمل النشاط الشمسي جميع التغيرات والأحداث الطبيعية التي تحدث في الشمس وحولها، مثل دفقات الطاقة والجسيمات التي قد تؤثر على الأرض. وتنتج هذه الدفقات عن عمليات الشمس نفسها، مثل حركة غازاتها الساخنة وحقولها المغناطيسية، والتي قد تؤدي إلى انفجارات على سطح النجم.
وتُطلق التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية جسيمات مشحونة في الفضاء، وعندما تصل هذه الجسيمات إلى الأرض، يُمكن أن تُسبب اضطرابات في المجال المغناطيسي للكوكب، مما قد يُسبب انقطاعات في التيار الكهربائي ويؤثر على اتصالات الأقمار الصناعية.
وفيما يتعلق بكيفية تأثير النشاط الشمسي على صحة الإنسان، وجد الفريق البرازيلي أن النساء فوق سن 31 عاماً أكثر عرضة للتغيرات الجيومغناطيسية. وعلى وجه التحديد، كانت النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 31 و60 عاماً أكثر حساسية لهذه العواصف الشمسية، حيث عانين من نوبات قلبية أكثر بثلاث مرات في الأيام التي تشهد اضطرابات مغناطيسية.
وإلى جانب مخاطر النوبات القلبية، يمكن أن يشكل النشاط الشمسي المتزايد مخاطر صحية أخرى، بما في ذلك تعريض جميع البشر للأشعة فوق البنفسجية المفرطة، والتي يمكن أن تسبب سرطان الجلد أو تلف العين.
وأضاف ريزيندي: "يحاول العلماء حول العالم التنبؤ بحدوث الاضطرابات الجيومغناطيسية، لكن دقتها، في الوقت الحالي، ليست جيدة".
وحذّرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" بالفعل من أن شمسنا بدأت فجأةً بتكثيف نشاطها. وقد يؤدي هذا إلى عواصف شمسية أشدّ، تُسبّب انقطاعات واسعة النطاق للتيار الكهربائي وتعطيل الاتصالات العالمية.