المصدر: المدن
الكاتب: بلقيس عبد الرضا
الأربعاء 4 حزيران 2025 14:27:19
يعد سعر الأضحية في لبنان الأعلى بين دول الجوار، إذ يصل متوسط سعر "الخروف" إلى ما يقارب من 450 دولار، ويبدأ سعر الخروف من 350 دولار ويصل إلى 560 دولار، فيما لا يتعدى السعر في الأردن نحو 400 دولار كحد أقصى، ويباع ما بين 220 و400 دولار. في العراق، يبدأ السعر من 200 دولار أيضاً ويصل إلى 350 دولار، ولا يختلف الأمر في سوريا، حيث يبدأ السعر من 270 دولار ويصل إلى 410 دولارات. أما بالنسبة إلى سعر العجول والأبقار، فالأسعار في لبنان تبدأ من 2000 دولار وترتفع بحسب الوزن والجودة، وعند مقارنة هذه الأسعار بالقدرة الشرائية للبنانيين، يظهر بإن السعر يتخطى الحد الأدنى للرواتب المعمول بها عند 300 دولار.
الحل بالمشاركة؟
يتحسر محمد العربي (موظف) من عدم قدرته هذا العام لشراء أضحية العيد، ويقول: لم تعد الأضحية في متناول اللبنانيين، بسبب تعمد بعض التجار رفع الأسعار بطريقة غير مفهومة بحسب تعبيره، ويسأل "كيف يمكن أن يصل سعر الخروف إلى أكثر من 300 دولار، فيما لا يتقاضى الموظف في القطاع الخاص حاجز 800 دولار في أفضل الأحوال، ما يعني أن سعر الخروف يوازي أكثر من ثلث الراتب. ولفت إلى أن الأسعار لم تعد تتناسب والقدرة الشرائية والوضع الاقتصادي الذي تعيشه شريحة كبيرة من اللبنانيين. في المقابل، لجأت عائلات عديدة إلى مشاركة سعر الأضحية، يقول محمود الجرار وهو موظف لـ"المدن": تقاسمت وأخوتي الثلاثة سعر الأضحية هذا العام، إذ أحرص سنوياً على ممارسة هذا التقليد، لأنه يمس شعائرنا الدينية وعادتنا الاجتماعية.
الأسعار مرتفعة عالمياً
لا يعتقد نقيب مستوري اللحوم ومصدريها، غابي دكرمنجيان بأن الأسعار تشهد ارتفاعاً تزامناً مع وجود مناسبة عيد الأضجى، بل يرى بأن الأسعار مرتفعة أصلاً عالمياً، وأن أسعار لحوم الأبقار، شهدت ارتفاعاً منذ أشهر، خاصة الأبقار الأوروبية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لعب انخفاض قيمة الدولار مقابل اليورو دوراَ أيضاً في تذبذب الأسعار، وبالتالي فإن هذه العوامل من شأنها أن تؤثر على أسعار اللحوم المستورة، وأيضاً على أسعار الأبقار الحية التي يتم استيرادها من الغرب وتحديداً من أوروبا.
من جهة ثانية، يعتقد أن المستهلك اللبناني أعتاد إما على اللحوم المحلية أو الأوروبية، على الرغم من أن السوق مفتوح أمام اللحوم المستوردة من دول عديدة، لكن ذوق المستهلك يلعب أيضاً دوراً في تحديد الأسعار.
عشية عيد الأضحى، لا يزال الوضع في سوق المواشي ضعيفاً، ويقتصر على بعض المؤسسات الخيرية التي تعمد إلى شراء الأضحية وتوزيعها على العائلات المستورة، فيما لايزال المواطن العادي بعيداً نسبياً عن المشاركة في ممارسة هذه الشعائر الدينية.