المصدر: اساس ميديا
الكاتب: جوزفين ديب
السبت 31 آب 2024 07:37:50
يوم الأحد الماضي كان مفصليّاً. فقد طوى تصعيداً كاد يؤدّي إلى حرب كبرى. وأقفل معه مواجهة اعترف طرفاها الحزب وإسرائيل بانتهائها. وعليه، بدأت في المنطقة مرحلة جديدة من الضغط السياسي لإنجاز مجموعة ملفّات قبل نهاية أيلول. وما بين عُمان ولبنان خارطة طريق بدأت توضع على طاولة المفاوضات، تبدأ في حرب غزة وتنتهي في لبنان. لذلك كان لافتاً ما أعلنه السفير المصري علاء موسى من دار الفتوى عن عودة الزخم إلى اللجنة الخماسية وإلى الملفّ الرئاسي. وعليه كان لا بدّ من التوقّف عند هذا الكلام لما له من أهمّية ستظهر في الأيام المقبلة على المستوى اللبناني الداخلي. فماذا قال سفير جمهورية مصر العربية علاء موسى لـ”أساس”؟
كشف سفير جمهورية مصر العربية لـ”أساس” أنّ سفراء اللجنة الخماسية الخاصّة بلبنان يفترض أن يعودوا إلى لبنان الأسبوع المقبل، على أن تعود اللجنة لتجتمع قريباً لتقويم مسارها والجهود التي حصلت في الأشهر الماضية.
أمّا عن عمل اللجنة الخماسية الذي غاب عن الإعلام في الأشهر الماضية، فيعترف موسى أنّ هدوء الخماسية يعود إلى أنّ الأولوية كانت لمنع الانزلاق إلى مستوى الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل. وبالتالي تحوّلت الجهود بشكل عامّ، وجهود مصر خصوصاً، إلى العمل عبر الزيارات والاتّصالات، لخفض التصعيد الكبير الذي هدّد لبنان والمنطقة. ومنها زيارة وزير خارجية مصر إلى لبنان، التي ساهمت، بالإضافة إلى جهود آخرين، في خفض رقعة الاشتباك ومنع التصعيد.
يكشف موسى أنّه بعد انتهاء المرحلة الأخطر يوم الأحد الماضي، والعودة إلى قواعد الاشتباك التي كانت قبل التصعيد الأخير، فإنّنا نتّجه إلى تفعيل عمل اللجنة الخماسية والحوار مع القوى اللبنانية وصولاً إلى “شيء ملموس” لأنّ البلد مقبل على ملفّات بحاجة إلى حلول، وكلّ شيء يبدأ من رئاسة الجمهورية.
ماذا عن ربط حرب غزّة بلبنان؟
يقرّ سفير مصر أن لا أحد ينفي تأثير حرب غزة على لبنان. لكن يدعو إلى العمل على تخفيف هذا التأثير، ويدعو القوى المختلفة إلى استغلال خطورة ما حدث للخروج من الأزمة الرئاسية.
يتابع موسى: “حديثنا مع الأطراف اللبنانية، منها الثنائي الشيعي، يخلص إلى رغبة الجميع بانتخاب رئيس. لكنّ الجميع يريد أن يحدث خرقاً بشروطه. ونحن علينا كلجنة خماسية أن نتحاور مع القوى للوصول إلى تسوية مقبولة من الجميع لأنّه لا أحد يمكنه أن يكسب كلّ شيء في لبنان. وبالتالي ننتظر من القوى المختلفة إبداء المرونة المطلوبة لإحداث هذا الخرق. ولننتظر الأيام المقبلة وما ستحمل من جديد بعدما انتهينا من المرحلة الأخطر جنوباً”.
يضيف موسى أنّ “العوامل الداخلية متداخلة ومهمّتنا في الداخل اللبناني أن نهيّئ الظروف المناسبة للتسوية لمواكبة أحداث إقليمية مقبلة، عساها تسهم في إنضاج الرئاسة في لبنان”. أمّا المفاوضات في القاهرة فيختم السفير أنّ “مصر ستبقي مساعيها من أجل الحلّ الدبلوماسي على أن يظهر أيّ جديد إيجابي في المقبل من الأيام وينعكس على الملفّ اللبناني”.
أميركا وإيران في عُمان
بالتزامن مع هذا الكلام الداخلي، تتحدّث مصادر دبلوماسية لـ”أساس” عن مفاوضات تريد إسرائيل وحماس الوصول من خلالها إلى معالجة عدد من الملفّات قبل الانتخابات الأميركية. وهنا تربطها هذه المصادر بالمسعى المتجدّد للّجنة الخماسية التي ستؤمّن “سلالم” للجميع للنزول عن الشجرة التي علق عليها لبنان منذ بدء حرب غزة.
يأتي هذا بعد أيّام من دعوة المرشد الإيراني حكومة الرئيس مسعود بزشكيان الجديدة إلى “التفاوض مع العدوّ”، أي الولايات المتحدة الأميركية.
أوّل مؤشّرات الرسائل التي يمكن وضعها في سياق البحث عن التسوية اللبنانية، إعلان من خلف البحار، من كندا، عن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار جنوب لبنان. وهو العنوان الأهمّ للحزب اليوم، إلى جانب العنوان الأمنيّ.
موقف جارة واشنطن هذا له دلالات كثيرة.
فهل بدأت تتبلور تسوية الأزمة اللبنانية قبيل الرئاسة الأميركية؟ أم انتظارها سيطول؟