سقوط جمهورية ارتساخ... هل يجهض منصة استانا؟

تربط جهات خارجية مطلعة سقوط جمهورية ارتساخ بانتهاء مهمة منصة استانا لحل الازمة في سوريا، وذلك بعد موقف الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا، روسيا وتركيا وايران، من قضية إقليم ناغورني كاراباخ، لا سيما الموقف التركي العلني بالوقوف الى جانب أذربيجيان ضد أرمينيا المدعومة من روسيا وايران. وبالتالي خسر اقليم كاراباخ رغم مواقف روسيا ووجود قواتها لحفظ السلام بين الاقليم والدولة الاذرية. وتبين ان سقوط الاقليم وعدم تمكن روسيا وايران من منع سقوطه، يعود الى موقف ارمينيا الداعم لروسيا في حربها على اوكرانيا، فدفعت الثمن خسارة الاقليم ولم تتمكن روسيا من منع ذلك.  

تؤكد مصادر مطلعة ان "لا علاقة لتحرير ناغورني كاراباخ بمهمة منصة استانا، ولو لم يكن هناك انشغال روسي ورضى اميركي لما عادت كاراباخ إلى أذربيجان"، مشيرة الى ان "مسار استانا سيبقى ساري المفعول طالما الازمة السورية وازمة اللاجئين في تركيا لا تزال قائمة". 

من جهته، يؤكد المحلل السياسي الدكتور خالد العزي لـ"المركزية" ان "الجمع بين الاثنين غير صحيح، فمنصة استانا لها دور معين له علاقة بإنهاء الصراع في سوريا ومن خلال المصالحات وبالتالي تعويم دور النظام لمصلحة الرئيس بشار الاسد، كما جمعت استانا موقفا روسيا تفرد مع أطراف الصراع اي تركيا وايران، بموقف خاص تم الاستغناء فيه عن اتفاق جنيف وبالتالي أطالت روسيا عمر الصراع. الخلاف بين تركيا وروسيا حول مهام الوجود السوري ودور النظام السوري وعلاقتهم بقسد (قوات سوريا الديمقراطية) وكيفية حماية الامن القومي التركي، ودور داعش في ادلب، كذلك دور ايران وتمددها في سوريا، ورفع دور الميليشيات على دور السلطة... هذه المناكفات المستمرة طوال الـ20 جلسة من المباحثات في استانا، لم يتوصل الفرقاء فعليا خلالها الى إخراج سوريا من أزمتها من خلال إنضاج سياسي واضح تستفيد منه روسيا بسبب انتصاراتها العسكرية.  

ويشير العزي الى ان "الموقف الروسي بات أضعف لجهة اتخاذ القرارات مع دخول روسيا في الحرب مع اوكرانيا. اما الموقف الايراني، فقد يكون وضعه في سوريا افضل لكنه متعثر نتيجة وجود ميليشياته وسيطرته على فرق خاصة من الجيش السوري بما فيهم الفرقة الرابعة وقيادات، إضافة إلى الحدود المفتوحة ما بين ايران وسوريا، ودعم الميليشيات العراقية لسوريا، حتى أن نوري المالكي الذي تسلّم رئاسة الوزراء في العراق لدورتين متتاليتين وهو رئيس لحزب موجود في البرلمان، قال في مقابلة ان ما يحدث في شرق سوريا سيؤدي حتما الى سقوط نظام الاسد الذي استعان كثيرا بفتح الحدود وتدفق السلاح والميليشيات من العراق وايران".  

ويختم العزي: لذلك لا علاقة لمنصة استانا بما يُتّفق عليه في ناغورني كاراباخ، اولا  لا توجد منصة لناغورني كاراباخ مؤلفة من هذه الدول الثلاث كما ان كاراباخ انتهت وستّحلّ بحلول 1/1/ 2024 بقرار من برلمان هذه الجمهورية المنتخب من جانب واحد. وتتجه الأنظار الى الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في 5 الجاري، في مدينة غرناطة الإسبانية، والذي سينظر فعليا في مستقبل المنطقة والشروط التي يجب الالتزام بها بالنظر الى جمهورية مستقيلة انتهت ظروفها وحياتها انما يجب الحفاظ على التراث واللغة والكنائس والمقابر الموجودة في كاراباخ، لتأمين نوع من الاطمئنان والثقة للجانبين".