سلاح حزب الله على طاولة واحدة مع سلاح الحوثي... يمن 2 والمعركة مختلفة!

كتب أنطون الفتى في وكالة "أخبار اليوم""

هل تحوّل لبنان الى "يمنٍ ثانٍ"، أي الى ساحة للتقاتُل السعودي - الإيراني، مع فارق أساسي، وهو أن الحرب الدائرة في اليمن عسكرية، بينما هي ديبلوماسية في لبنان؟

وهل بات سلاح "حزب الله"، على تماس مباشر مع الحلول المُمكِنَة للملف اليمني، ولمستقبل العلاقات السعودية - الإيرانية، انطلاقاً من أن لا أمل فعلياً بإنهاء حرب اليمن قبل إيجاد حلّ للسلاح "الحوثي"، الذي يتغذّى من خبرات وقدرات "حزب الله" العسكرية؟

الى ضفّة أخرى

وهل نقلت السعودية سلاح "الحزب" من ضفّة السيطرة على لبنان، وعلى العلاقات اللبنانية معها ومع العرب، الى ضفّة حلوله كضيف مباشر وأساسي على طاولة التسويات الإقليمية، بوتيرة تتجاوز ما يُمكن لأي فريق لبناني أن يقوم به، أو أن يؤثّر فيه؟

دبّروا أموركم

أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "أموراً كثيرة تفرّق في ما بين الواقع اللبناني واليمني. ففي الثاني، نجد انخراطاً خليجياً في حرب حقيقية، فيما الحالة اللبنانية مختلفة، وهي أن "حزب الله" كان دولة خفيّة أو مستترة هنا، في مرحلة من المراحل، بينما صار دولة ظاهرة اليوم".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "صارت الدول تعاملنا على أساس أن هذه هي الدولة الحقيقية في لبنان، وليس الشّكل الدستوري الذي يتحدّث عنه اللبنانيون. وهذا ما أدى الى خطاب عربي ودولي تجاه لبنان، يقول لنا "دبّروا حالكون" بمعزل عنّا".

وأضاف: "صحيح أن لا أحد ينادي بـ "عاصفة حزم" تمنع حكم "حزب الله" للدولة اللبنانية. ولكن التعاطي مع اللبنانيين صار من مستوى أنه طالما أنكم قبلتم بأن يتحوّل "الحزب" من دولة مستترة الى علنية، فنحن، أي العرب والعالم، سنتعامل مع الدول العلنية تلك، التي تُعادينا. وبالتالي، دبّروا أموركم على هذا الأساس، ولا علاقة لنا بكم".

مصير البلد

ورأى درباس أن "الأزمة الديبلوماسية الأخيرة للبنان مع الدول الخليجية تحتاج الى إيجاد حلّ للدولة المستترة، التي تحوّلت الى علنية، في لبنان. فعلى سبيل المثال، هل يستمع من يريد أن يعرف مصير البلد الى رئيس الجمهورية اللبنانية، أو الى أمين عام "حزب الله"؟ الجواب هو الى أمين عام "الحزب"، وهذا هو سبب الأزمة، ومُنطَلَق الحلّ المطلوب لها".

وتابع: "صحيح أن "حزب الله" مكوّن لبناني. ولكنه مكوّن مُهِيمِن على الدولة اللبنانية، وعلى باقي المكوّنات فيها. فهو يمتلك ورقة التفاهم مع "التيار الوطني الحرّ"، التي اعتمد عليها واستثمرها حتى النهاية. وفي المقابل، راح أخصام "الحزب" يقدّمون الخدمات المجانية له، وذلك من خلال اختلافهم مع بعضهم البعض الى حدّ العداء، الى أن وصلوا في النهاية الى التعاطي معه ("حزب الله") بالتكيّف، وبربط النّزاع، وبالرّضوخ للأمر الواقع، كمكوّن لبناني، الى أن وجد "الحزب" أن الساحة اللبنانية كلّها خالية له".

وختم: "الكلّ استسلموا. وما عاد "حزب الله" بحاجة الى استعمال لا القوّة، ولا الـ 100 ألف مقاتل، ولا أي شيء آخر، بل يُملي ما يريده على الجميع، وهُم يتكيّفون مع إملاءاته، إذ لا إرادة لديهم للتصدّي السياسي له. والدّليل على ذلك، هو أنهم ربحوا الإنتخابات النيابية أكثر من مرّة، ولكنّهم فتّتوا أنفسهم أمامه، بحساباتهم الخاصّة، ونكايةً ببعضهم البعض".