المصدر: Kataeb.org
الثلاثاء 25 آذار 2025 10:13:51
كشف رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه تم إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل لتفعيل هذا المرفق.
كلام سلام جاء خلال زيارة أجراها إلى محافظة عكار، بدأها من المطار حيث هبطت المروحية التي تقلّه على مدرجه، وجال في أرجائه، في إشارة واضحة حول التصميم لإنجاز الخطة الكاملة ليعود المطار إلى الحياة واعداً بزيارة ثانية إلى المنطقة لإطلاق المخطط التوجيهي ولإطلاق مشاريع أخرى.
وأشار سلام إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة وخصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار، وقد ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله.
وقال سلام: لا نعتبر أنفسنا في حالة بعد عن عكار، وإن كانت بعيدة جغرافياً عن بيروت. نحن نعلم ما الذي عانته عكار على مدى عشرات السنوات الماضية، من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها.
وخلال ترؤسه جلسة لمجلس الأمن الفرعي قال سلام:"هناك حاجة ماسة وضرورة لضبط الحدود، مشدداً على الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة الى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الاشكالات التي تحصل على المعابر. وأعطى كل التوجيهات لضبط الأمن بشكل كامل، ومنع حصول التجاوزات لافتا إلى الزيارة التي سيجريها وزير الدفاع ميشال منسى إلى سوريا الأربعاء للبحث في ضبط الحدود.
كذلك التقى سلام بنواب عكار وبحضور نواب من المنية والضنية وطرابلس، الذين رحبوا بسلام، واعتبروا أن وجوده بينهم وزيارته إلى المنطقة تأكيد على الالتزام بخطاب القسام وبالبيان الوزاري، ولفتوا إلى أن زيارة سلام إلى مطار رينيه معوض في القليعات، هي دليل على الاهتمام بالمنطقة من الباب التنموي، مشددين على ضرورة تفعيل عمل المطار لما يمثله من حاجة اقتصادية ووطنية، ويحسن من الدخل الوطني.
وقال النواب إنهم يبنون آمالاً كبيرة على الحكومة وخطتها، في تحقيق الإنماء المتوازن، بالإضافة إلى تحسين قطاع المواصلات في الشمال وتحسين البنية التحتية. واعتبروا أن الزيارة تاريخية وتأسيسية للمستقبل على صعيد المشاريع التي يمكن العمل على إطلاقها.
من جانبه كشف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أن وفداً من شركة دار الهندسة زار المطار قبل فترة، وقدم تصوراً أولياً، للعمل في سبيل تفعيل المطار. معتبراً وجود فرص للاستفادة من الموقع الجغرافي للمطار، ما يعزز فرص استقطاب المستثمرين، وقال: "نحن سنعمل وفق مسارين، تشغيل المطار، وتعزيز التنمية في المنطقة، وهنا يمكن التفكير بجعله مطاراً للشحن من خلال الاستفادة من قرب مرفأ طرابلس، وخلق منطقة حرّة فيه، والتفكير بإمكانية خلق منطقة لصيانة الطائرات أيضاً.
وكان قد استهل رئيس الحكومة زيارته الى الشمال من سرايا طرابلس حيث عقد لقاء مع المسؤولين والقادة الامنيين.
وقال سلام:"نحن هنا للتأكيد على اصرار الحكومة على استتباب الامن في طرابلس وحماية أبنائها نعرف ما عانته المدينة من التلفت الامني وندعو لتنسيق أكبر مع الاجهزة الامنية ويهمنا التشدد في استتباب الامن وعدم التهاون مع المخلين بالامن ما يعيد شعور المواطن بالثقة بدولته".
وبعد اجتماعات أمنية أجراها في طرابلس، أكد سلام الالتزام بإستدامة الإستقرار الأمني في المدينة وعدم التهاون مع كلّ من يخلّ بالأمن، مضيفًا:" ندرك أنّ جزءاً من التفلت الأمني مرتبط بانتشار السلاح غير الشرعي كما أنّه ذات بُعد إجتماعي كغياب فرص العمل والفقر وهذا الأمر يحتاج إلى معالجة إقتصادية".
وردًا على سؤال، قال:" نريد أ ن نطمئن اللبنانيين على أمنهم خصوصًا في فترة الاعياد، وننتظر استكمال تعيينات الأجهزة الأمنيّة كما التعيينات القضائيّة وإذا ظلمت طرابلس حينها سنطلب المساءلة".
وترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي في سراي طرابلس، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار في المدينة. معتبراً أنه لا غطاء على أي مخلّ بالأمن، طالباً التشدد في قمع المخالفات.
وشدد على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعا. وفي هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع إلى سوريا للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات.
كما طلب الرئيس سلام من الأجهزة الأمنية العمل على مكافحة تجارة المخدرات وتهريبه وترويجه. وقد استمع سلام إلى تقارير من المسؤولين العسكريين والأمنيين في المدينة، مطالباً بوضع خطة وطنية لسحب السلاح من أيدي المواطنين، وضبط التعديات على الأملاك العامة والخاصة. معتبراً أن الحكومة حريصة على توفير كل القدرات والتجهيزات للأجهزة الأمنية والعسكرية لتحقيق النتائج المرجوة. وأشار سلام إلى ضرورة التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية للعمل بفعالية، ورفض الخضوع لأي ضغوط لإطلاق سراح المخلين بالأمن. معتبراً أن الناس لا تهوى الإخلال بالأمن، ويجب توفير الظروف الاجتماعية والمعيشية المؤاتية لمنع كل ظواهر التفلت الأمني أو الاجتماعي لافتاً إلى أن الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بالكثير من المشاكل.
وتعهد سلام بإجراء زيارة ثانية إلى الشمال، لإطلاق العديد من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، ولا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرهم، وهذا ما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري. وقال سلام إن طرابلس والشمال قلب لبنان، وكل الشمال يحتاج إلى خطة نهوض اقتصادية، تنموية، لأن الإنماء هو الذي يولّد الانتماء. ولأنه لا بد من القضاء على الإهمال الذي تعيشه طرابلس والشمال منذ سنوات، مؤكداً العمل على رفع الظلم والقهر عن الشمال.
خطة للسجون
وعن موضوع السجون والاكتظاظ، أشار سلام إلى العمل على وضع خطة للسجون لتخفيف الظلم الذي يطال الموقوفين، بالإضافة الى العمل على تسريع المحاكمات وإنشاء محاكم في السجون لتسريع إصدار الأحكام، لأن عشرات الموقوفين يقبعون في السجون منذ سنوات بلا أي محاكمة وهذا ظلم انساني لا يجوز.
كما عقد سلام اجتماعاً مع نواب طرابلس والمنية الضنية، حضره النواب أشرف ريفي، إيهاب مطر، الياس خوري، فيصل كرامي، جهاد الصمد، أحمد الخير، طه ناجي، عبد العزيز الصمد، جميل عبود.
وأشار إلى أن زيارته إلى طرابلس ليست رمزية، بل لها صلة بوضع خطة أمنية لضبط الامن والاستقرار، ولها طابع إنمائي يرتبط بمطار القلبعات وبمشاريع مختلفة.
وأكد أن لبنان يحتاج إلى خطط عديدة لتحسين ظروف المعيشة للبنانيين ولعناصر الأجهزة الأمنية والعسكرية وسائر موظفي الدولة، معتبراً أن ذلك يحصل من خلال زيادة الموارد عبر تعزيز الجباية من الرسوم الجمركية وتحسين الموارد المالية ولن نلجأ إلى فرض الضرائب والرسوم، بل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي.
ورحّب النواب بزيارة سلام، مثنين على هذه الخطوة، معتبرين أنها زيارة ميمونة ومباركة إلى الشمال، وأكدوا أن مدينة طرابلس فيها كل مقومات العيش المشترك، وفيها الكثير من القطاعات الانتاجية مطالبين الحكومة بالعمل على الاستثمار بها.
وقال النواب إن طرابلس تريد الدولة، وعلى الدولة أن تحتضنها، مشيرين إلى أنه مع تشكيل الحكومة بدأ الأمن يتحسن تدريجياً في المدينة. وأعرب النواب عن تفاؤلهم بمسيرة الحكومة وبما يمكنها تحقيقه.
وأكد أن الحكومة لن تتهاون مع المخلّين بالأمن، مشيراً إلى أن تشديد الإجراءات الأمنية هو من أولويات الحكومة في هذه المرحلة.
وتابع رئيس الحكومة: "ما يهمنا في الوقت الحالي هو إعادة الثقة لدى المواطن اللبناني في مؤسسات الدولة، والعمل على تأمين بيئة مستقرة وآمنة في طرابلس وبقية المناطق اللبنانية".
وأشار إلى أن التعاون بين جميع الجهات الأمنية هو الحل الأمثل لتقوية جهود الدولة في مكافحة الفوضى وضمان السلم الأهلي.
إلى ذلك، تشهد مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية انتشاراً أمنياً مكثفاً، في إطار التدابير الأمنية المواكبة لزيارة رئيس الحكومة.
مطار القليعات خلال عام؟
ثم وصل رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق على متن طوافة عسكرية الى مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات في زيارة هي الاولى له حيث كان في استقباله نواب المحافظة ومحافظ عكار والقيادات الامنية والعسكرية وقائد وضباط القاعدة الجوية.
وقال سلام من مطار القليعات: "جئنا الى عكار عملا بالالتزام الذي عبّرت عنه الحكومة لمساعدة عكار انمائيا وأمنيا وبحثنا في الوجود المتزايد للنازحين ونؤكد على أهمية مطار القليعات لعكار والشمال" مشيرًا الى أنّ مشاريع عدة ستكون موضع إهتمامنا وسنستدرج عروضا عدّة وملتزمون بإعادة تشغيل مطار القليعات خلال عام."
وكشف ان دار الهندسة ستقدّم مجانا مخططا توجيهيا أوليا للمطار خلال فترة لا تتجاوز الـ3 أشهر.
بدوره أوضح وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني أنّه "بدأنا بإعداد دراسة عن الطرقات التي توصل الى المطار وسنكون على تواصل مع المستثمرين لهذا المشروع."
وكان قد وصل رئيس الحكومة إلى طرابلس على متن طوافة عسكرية حطّت في ملعب طرابلس الأولمبي، وتشهد مداخل مدينة طرابلس وشوارعها الرئيسية انتشارًا أمنيًا مكثفًا، في إطار التدابير الأمنية المواكبة لزيارة سلام.