سلام من طرابلس: القرار بحصر السلاح اتُخذ ومن دون ذلك لا أمن ولا استقرار

أشار رئيس الحكومة نواف سلام خلال زيارته اليوم الى طرابلس الى أن تعيين مجلس ادارة جديد لمعرض رشيد كرامي الدولي يشكل اشارة واضحة تعكس رغبة الحكومة الجادة  في تفعيل هذا الصرح واعادة دوره الحيوي كمحرك اقتصادي وثقافي إنمائي .

 وأضاف سلام:  كما أن طريقة اختيارنا لرئيس وأعضاء مجلس الادارة هي بدورها دليل واضح على جدية حكومتنا في إرساء أسس الادارة الرشيدة والشفافة التي تفتح الباب أمام الاستثمارات وتساهم في استعادة الثقة في مؤسسات الدولة فمبروك لهم ولطرابلس ولكل لبنان بها .

وقال سلام: "نحن ملتزمون بدعم مجلس الادارة الجديد بالشراكة مع القطاع الخاص والهيئات الاقتصادية والمؤسسات الثقافية المحلية والدولية لاعادة الحياة لهذا الصرح المعماري الفريد وجعله قلباً نابضاً لطرابلس ومصدراً لآلاف فرص العمل لكل أهل الشمال."

وتابع: "لقد وضعت حكومتنا طرابلس في صلب اهتماماتها ليس فقط لإدراكنا بما أصابها من إهمال على امتداد سنوات طويلة بل إيماناً منا أيضاً بما تملكه هذه المدينة من كفاءات بشرية وموقع جغرافي استثنائي على البحر المتوسط وإرث تقافي وتاريخي يجعلها مؤهلة للعب دور رائد على المستويين الوطني والإقليمي ."

وأشار سلام الى أن طرابلس ومعها الشمال عانت لعقود طويلة من الفرص الضائعة والمشاريع المؤجلة والوعود التي لم تتحقق .

وقال: "اليوم نحن في هذه الحكومة عازمون على قلب الصفحة وفتح مسار جديد يقوم على العمل لا على الوعود، ننن لا تأتي الى طرابلس لإلقاء كلمات عابرة بل لنقول بوضوح إن زمنًا ثانيًا قد بدأ وبهذا الخصوص يهمنا أن نخبركم اليوم أننا وكما وعدنا قد أنجزنا دراسة الجدوى لمطار القليعات وبات الإسراع بتلزيمه بعهدة النواب للإسراع بإقرار التعديلات التي اقترحتها حكومتنا على قانون الشراكة والخصخصة ".

وأضاف سلام: "أيها الأعزاء إن مشروع طرابلس والشمال على أربع ركائز مترابطة :

أولا: إحياء معرض رشيد كرامي الدولي ليصبح مركزا حيويا للأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية خصوصاً أنه أصبح منذ مطلع العام 2022 معلماً على لائحة التراث العالمي للأونيسكو .

ثانياً: تشغيل مطار رينيه معوض في القليعات ليكون بوابة حيوية ورافعة اقتصادية للشمال .

ثالثاً: تطوير مرفأ طرابلس ليصبح صرحًا عالمياً للتجارة والاستيراد والتصدير .

رابعاً: تفعيل المنطقة الاقتصادية الخالصة التي نريد لها أن تتحول الى بيئة جاذبة للاستثمار والصناعة والتكنولوجيات الحديثة .

وأشار إلى أن تكامل هذه المرافق يمنح طرابلس "قدرة استثنائية" على لعب دور وطني وإقليمي استراتيجي.

وأضاف: "لقد آن الآوان أن تستعيد الفيحاء صورتها الحيوية في وطننا والمحورية في محيطنا العربي والمنفتحة على العالم" .

وقال سلام في ختام كلمته: "أيها الأخوة والأخوات أنا أعلم أن طرابلس خيارها واحد، خيارها الدولة القوية العادلة القادرة التي لا يعلو فوق سلطتها سلطان ولا تقوم لها قائمة ما لم يحصر السلاح بيدها وحدها ومن دون ذلك لا أمن ولا استقرار، ومن دون الأمن والاستقرار لا استثمار يأتي ولا اقتصاد ينمو، ولهذا السبب وانطلاقاً من التزامنا الصريح بتنفيذ اتفاق الطائف الذي طال تعثر تطبيقه الكامل اتخذت الحكومة قرارات مفصلية بشأن حصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها وهيبتها على كل شبر من أرض لبنان، فطرابلس وكل الشمال بل الأصح فإن كل لبنان لن ينهض إلاّ تحت راية دولة واحدة وجيش واحد وقانون واحد."