سلام يجهِّز نفسه للسكن بالسراي الكبير...ورشة لتنفيذ بنود البيان الوزاري

سرَّع رئيس الحكومة نواف سلام وتيرة العمل الحكومي منذ نيل حكومته الثقة النيابية الكبيرة، وبدأ سلسلة اجتماعات مع الوزراء كُلٌّ على حدة، لوضع الآلية المطلوبة للمباشرة في اطلاق عمل الوزارات، والبدء بمقاربة الملفات والمشاكل التي تهم المواطنين، واقتراح الحلول المناسبة لها، تمهيداً لعرضها ومناقشتها خلال جلسات مجلس الوزراء المقبلة واتخاذ القرارات المناسبة لها، ولإظهار مدى استجابة الحكومة لمطالبهم وحاجاتهم، بالرغم من صعوبة الاوضاع، والظروف المعقدة التي تعمل الحكومة في ظلها، وتضاؤل الموارد المالية المطلوبة لتمويل وتيرة عمل الوزارات وانطلاقتها.

وكان لوحظ ان العديد من الوزراء، ومعظمهم ممَّن ليس لديه خبرة سابقة بالعمل الحكومي، استعان بمستشارين وكبار الموظفين، واحتاج لبعض الوقت، للمباشرة بمهماته، لتحريك عمل وزارته، بطريقة مختلفة عن سلفه، لتأمين الحاجات الضرورية للمواطنين، وتوفير المستلزمات الضرورية لهم بدينامية سريعة، بعيدة عن الروتين السابق، بالرغم من عدم توافر الأعداد اللازمة من الموظفين، والامكانيات المادية والتقنية، لتحقيق هذا الهدف. 

وينوي رئيس الحكومة نواف سلام الانتقال قريباً للسكن في السراي الكبير، في الجناح المخصَّص لإقامة رئيس الحكومة، كما اراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى قيامه باعادة بناء وترميم السراي بعد الحرب الاهلية المشؤومة، وتوسعته وتجهيزه بكل المستلزمات والمفروشات اللازمة، ليكون جاهزاً في حال تطلَّبت ظروف اي رئيس للحكومة الاقامة فيه، لإطلاق ورشة عمل متواصلة للعمل الوزاري والحكومي، لتنفيذ مضمون البيان الوزاري، بدءًا من مواصلة الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والدول العربية الشقيقة والصديقة، لتحقيق انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من المناطق التي تحتلها جنوباً،واستكمال تنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١، القيام بالاصلاحات المطلوبة في الادارة العامة للدولة، اجراء التعيينات في المراكز والمواقع الإدارية الاساسية، وتفعيل عمل الادارات والمؤسسات العامة، اقرار خطة الانقاذ المالي والاقتصادي وهيكلة المصارف، وإعادة إحياء الثقة بالقطاع المصرفي، النهوض بقطاع الكهرباء، وضع خطة لتأمين الموارد المالية لإعادة إعمار ما هدَّمته الحرب الإسرائيلية على لبنان. 

ولا شك أن اقامة رئيس الحكومة في السراي، تؤمن له حركة اوسع في عقد اللقاءات والاجتماعات الوزارية والادارية، وتتبُّع امور الدولة، وتوفر عليه اوقات التنقل وازعاج الجيران، بضجيج الزوار أياً كانوا. 

أراد رئيس الحكومة ان تكون باكورة انطلاقة حكومته، بزيارة الجنوب، لتفقد وحدات الجيش اللبناني التي تقوم بمهماتها في تنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١، والحفاظ على الأمن والاستقرار وإحلال السلام في المنطقة التي تنسحب القوات الإسرائيلية منها، والاطلاع على واقع الخراب والدمار الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، وكيفية التحضير المادي والسياسي لعملية اعادة الاعمار التي تهم شريحة واسعة من اللبنانيين..