المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الخميس 19 تشرين الثاني 2020 14:49:26
لا يزال الكباش المتعلق بتقاذف مسؤوليات التعطيل والقرارات المتخذة في أزمنة الفراغ الرئاسي وتعطيل الاستحقاقات الدستورية مستمرا، على وقع ما يعتبره بعض المراقبين اختلالا فاضحا في ميزان القوى المشاركة في هذا الجدل. ذلك أن أحد الأطراف يتفرد في حمل سلاح يمكنه قلب أكبر المعادلات على حين غرة كما حصل في 7 أيار 2008، حين وقعت البلاد في محظور الفتنة الطائفية، التي وضعت الجيش في خضم معركة قاسية بين أبناء الوطن الواحد، في غياب سلطة القرار الواحد الموحد.
على أن الأهم أن هذا السجال لا يزال بعيدا عن خط النهاية، ما دام الحزب وحلفاؤه على موقفهم التقليدي: لم تحن بعد ساعة تسليم الدولة ترسانة المقاومة، فالصراع مع الكيان الاسرائيلي والتنظيمات الارهابية دائر على أشده، خصوصا أن الجيش اللبناني، بعديده وعتاده، قد لا يكون قادرا على خوض هذه المواجهة وحيدا. نظرية يدحضها المناوئون للحزب، معتبرين أن المؤسسة العسكرية أثبتت جدارتها في مواجهة الارهاب المتطرف، في نهر البارد كما في معركة فجر الجرود، وواجهت العدو في محطات كثيرة، وقطعت وحيدة رأس الفتنة في 7 أيار 2008، بعدما نجحت في حماية الديموقراطية وحق الناس في التظاهر السلمي إبان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما أمن الحماية للمسار السياسي في زمن الفراغ الرئاسي والتعطيل المتعمد لاستحقاق تداول السلطة.
وفي السياق، ذكّر الرئيس ميشال سليمان (الذي كان قائدا للجيش في محطات التظاهرات المليونية، وحرب نهر البارد وأحداث 7 أيار) في حديث لـ "المركزية" أن تنظيم "داعش" اختطف العسكريين (من الجيش وقوى الأمن الداخلي) وتمركز في جرود عرسال في ٢ اب ٢٠١٤ في فترة الفراغ الرئاسي، منبها في السياق نفسه إلى أن أحداث ٧ ايار ٢٠٠٨ حصلت في خلال الفراغ الرئاسي (بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود وفي ظل العجز عن الاتفاق على خلف له).
وأشار سليمان إلى أن "في الحالتين، كانت الحكومة مجتمعة تتولى مسؤولية القرار السياسي، وتنوب عن رئيس الجمهورية"، مشددا على أن "الوزراء وبخاصة من يمثلون كتلا كبيرة هم ايضاً مسؤولون وبدرجة اولى".
وأكد أن مسؤولية تترتب أيضا على كلّ من ساهم في تعطيل انتخاب الرئيس وابقاء الجمهورية مقطوعة الرأس والخلافات في اوجها . فهل كان المطلوب أن يتحمّل الجيش المسؤولية من دون ان يعلّق الدستور ويتولّى السلطة لاسباب طائفية معروفة."
وختم: "كأن التاريخ على وشك ان يعيد نفسه. فاضافة الى تعطيل تأليف الحكومة ولقمة العيش وذكرى الاستقلال، نتجه الى تعطيل الرئاسة، فيما الاحداث الكبيرة تطل برأسها . فهل يسبب التعطيل اضطرابات، أم انه يجري عمدا من اجل وقوع اضطرابات"؟