المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الجمعة 24 حزيران 2022 14:07:36
لم يعر معظم القوى السياسية استحقاق التكليف امس، الاهتمام اللازم، وهم سيتعاطون بالطريقة نفسها مع استحقاق التأليف غدا، لأن انتخابات رئاسة الجمهورية باتت الحاضرة الأبرز في خلفية حساباتهم، الا ان مصادر سياسية مطّلعة تخشى عبر "المركزية"، ان تؤثّر العلامات الفارقة غير المسبوقة التي رافقت الاستشارات النيابية، في شكل سلبي لا بل خطير، على الانتخابات الرئاسية المنتظرة.
ففي رأيها، ليس تفصيلا ألّا يسمي أيّ من الكتل المسيحية الوازنة، عنينا تكتل الجمهورية القوية وتكتل لبنان القوي، أيَ مرشح لرئاسة الحكومة. هما برّرا موقفهما هذا بأن ايا من الأسماء المطروحة لم تنطبق عليه المعايير التي يريدان.. لكن كان بإمكان الفريقين ان يقدما اي اسم سنّي آخر يعتبرانه مناسبا للموقع، ولو كان لن يفوز، لان بإحجامهما، بديا يقولان ان الطائفة السنية برمّتها خالية من الطاقات والكفاءات، لكن الأخطر في سلوكهما هو انه جعل خيار عدم التسمية واردا بقوة في حسابات القوى السياسية في الانتخابات الرئاسية..
فماذا لو قرر الفريق السني في استحقاق 31 تشرين الاول، التصويت باوراق بيضاء، وقد ألمح النائب السابق عاصم عراجي امس الى هذا الخيار؟ وماذا يكون بقي والحال هذه، من لبنان الشراكة في القرارات الوطنية الكبرى ومن لبنان النموذج والرسالة والعيش المشترك؟!
والى الدعسة المسيحية الناقصة التي سُجّلت أمس، فُتح الباب بعد مجريات يوم الاستشارات، واسعا، امام احتمال وصول رئيس الجمهورية العتيد الى بعبدا، بقاطرة الفريق الشيعي، مرة جديدة.
فالثنائي أمل - حزب الله هو من أمّن الرافعة للرئيس نجيب ميقاتي امس، وأَجلسه من جديد على رأس أرفع منصب سنّي في الدولة اللبنانية... وبما ان التشتت والتضعضع هما السائدان على كل الجبهات الطائفية والسياسية الاخرى، فإن لا شيء يمنع ان يكون الثنائي الشيعي صاحب الكلمة الفصل النهائية، في الانتخابات الرئاسية.