المصدر: الوكالة المركزية
الاثنين 25 آذار 2024 12:08:55
تعد اتفاقية الهدنة اللبنانية – الإسرائيلية للعام 1949 حدثًا بارزًا ومهمًا في تاريخ لبنان الحديث وفي مسار النزاع، لا بل الصراع اللبناني – الإسرائيلي، بحسب دراسة اجراها العميد الركن المتقاعد د. رياض شـيّا، منشورة على موقع الجيش اللبناني الالكتروني.
ويقول شيا "منذ وُجدت "إسرائيل" على الحدود الجنوبية للبنان، وهي مستمرة في الاحتفاظ بالجنوب اللبناني أرضًا ومياهًا في دائرة أطماعها.
وجاءت الهدنة التي أعلنتها الاتفاقية اللبنانية - الإسرائيلية، كما الاتفاقيات العربية - الإسرائيلية الأخرى، لتوقف القتال الذي اندلع فور إعلان قيام "إسرائيل"، ولتتوّج مساعيَ حثيثة بذلتها منظمة الأمم المتحدة، سواء في مجلس الأمن أم في الجمعية العامة، أم في جهود ممثليها الذين انتدبتهم إلى فلسطين.... وبعد عدة إعلانات لوقف إطلاق النار، وبالاستناد إلى الفصل السابع، أمر المجلس في قرارَيه الرقمَين 61 و62 الصادرَين في 4 و16 تشرين الثاني/ 1948 أطراف النزاع في فلسطين، مصر، سوريا، الأردن، لبنان و"إسرائيل" بإعلان هدنة عامة تتضمن إقامة خطوط هدنة دائمة يُمنع تجاوزها، وانسحابًا وتخفيضًا للقوى المسلحة من جانبَي هذه الخطوط ضمانًا لها. فالتزم الأطراف جميعًا تنفيذ هذين القرارَين، ووقعوا أربع اتفاقيات، من بينها اتفاقية الهدنة العامة بين لبنان و"إسرائيل" في 23 آذار 1949... من هذا المنطلق، اكتسبت اتفاقية الهدنة اللبنانية - الإسرائيلية أهمية في البعدَين الإقليمي والدولي. فهي بالنسبة لطرفَيها المباشرَين، إطار قانوني لضبط النزاع بينهما. وهي في الوقت نفسه، تجاه الأمم المتحدة ومجلس الأمن أداة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليَين.
تورد مصادر سياسية مراقبة هذه المعلومات، لتقول عبر "المركزية" ان الوضع المتفجر القائم الآن على الحدود، يستدعي العودة الى هذه الاتفاقية، اليوم قبل الغد. وهي في رأيها، الحل الجذري الذي يعيد اليها الاستقرار والهدوء مرة لكل المرات. لبنان منذ سنوات، لا بل منذ عقود، يعيش كل فترة حروبا وخضات غالبا ما تنطلق من الجنوب اللبناني، لان اتفاق الهدنة لم يحترم، شأنه شأن كل القرارات الدولية التي تعنى بالجنوب.
بعد هذه الاتفاقية، حوّلت "فتح لاند" لبنان، وليس فقط جنوبه الى دمار، وأدخلته في حرب اهلية استمرت اكثر من عقد، بعد ان قرر الفلسطينيون محاربة اسرائيل من الجنوب اثر اتفاقية القاهرة عام ٦٩. بعد فتح لاند، ولد حزب الله وراح ايضا يكدس الاسلحة لمحاربة إسرائيل من الجنوب. ورغم الانسحاب الإسرائيلي عام ٢٠٠٠، استمر في الامساك بالسلاح وقام ايضا بعمليات عسكرية غالبا ما كانت لدوافع اقليمية وحسابات خاصة به وبايران، كما حصل في تموز ٢٠٠٦، فأبصر القرار ١٧٠١ النور لاعادة الهدوء الى جنوبي الليطاني الا انه ايضا لم يُحترم. وبسبب عدم التقيد به، شن هجوما على إسرائيل من الجنوب في ٨ تشرين الأول الماضي، واقحم البلاد او قسما كبيرا منها في حرب، كما شرّع الجنوب امام تنظيمات مسلحة حليفة له، ابرزها امل والجماعة الإسلامية وايضا حركة حماس غير اللبنانية، فدخلنا او نكاد زمن "حماس لاند".
وفي كل مرة يحصل فيها هذا السيناريو، يغرق لبنان في الحروب والدمار والخراب التي لم يتعاف من تداعياتها يوما، بل على العكس.
الم يحن الاوان بعد لننتهي من هذه المآسي التي تطاردنا منذ العام ١٩٦٩، تسأل المصادر، وذلك من خلال العودة الى اتفاقية الهدنة، وفرض الدولة اللبنانية على الجميع في الداخل، التقيد الجدي، فعلا لا قولا، بالقرارات الدولية؟