أفاد ناشطون وجماعات لحقوق الإنسان بأن "شرطة الأخلاق" في إيران اعتدت بالضرب على فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، وسط روايات متناقضة، في أحداث شبيهة بتلك التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني في 2022.
ووفقا لجماعة "هينغاو"، وهي منظمة حقوقية إيرانية تعمل من المنفى، فإن الفتاة أرميتا غاراواند تعرضت "لاعتداء جسدي شديد من قبل شرطة الأخلاق، لعدم امتثالها لقواعد اللباس" الصارمة في البلاد.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية وموقع "أيه بي سي نيوز" الأميركي عن صحافيين ومراقبين لحقوق الإنسان أن "الطالبة غاراواند دخلت المستشفى في طهران بعد اعتداء مزعوم الأحد، من ضباط شرطة في محطة مترو جنوب شرق العاصمة". وذكرت منظمة "هينغاو" لحقوق الإنسان، الثلاثاء، أن غاراواند "دخلت الآن في غيبوبة".
ونقلت الناشطة الإيرانية-الأميركية مسيح علي نجاد القصة، ونشرت "صوراً مؤلمة" للفتاة المراهقة في المستشفى. وقالت نجاد في تغريدة، إن "الخبر أثار غضباً كبيراً بين الإيرانيين".
وأضافت "لا تزال ذكرى القتل الوحشي لمهسا أميني على يد شرطة الأخلاق مؤلمة. نحن النساء الإيرانيات سئمنا ليس فقط من شرطة الأخلاق، بل من النظام بأكمله، لأنه طالما أن هذا الفصل العنصري بين الجنسين في السلطة، فسيتم اعتقال النساء أو مضايقتهن أو إصابتهن أو قتلهن كل يوم".
وتظهر لقطات كاميرات المراقبة نشرتها وسائل إعلام تديرها الدولة، والتي يبدو أنها محررة، مجموعة من الفتيات المراهقات يصعدن إلى عربة القطار من دون ارتداء الحجاب. ثم يتم إخراج إحدى الفتيات من القطار ويبدو أنها فاقدة للوعي. وبعد قطع في اللقطات، يصل أول المستجيبين للطوارئ ويأخذون الفتاة الفاقدة للوعي بعيداً.
ونفت السلطات الرسمية وقوع أي مواجهة مع رجال الشرطة، زاعمة أن الفتاة فقدت وعيها "بسبب انخفاض في ضغط الدم" وسقطت على الأرض.
من جهتها، ذكرت صحفية "شرق ديلي" الإيرانية أن الصحافية مريم لطفي اعتُقلت من قبل حراس الأمن بعد أن ذهبت إلى المستشفى الذي يعالج غاراواند. وأفادت الصحيفة ذاتها خلال وقت لاحق، أنه تم إطلاق سراح لطفي في تلك الليلة. فيما ذكرت وسائل الإعلام أن هناك إجراءات أمنية مشددة في المستشفى لمنع الوصول للفتاة.
ويأتي هذا الحادث بعد مرور أكثر من عام على وفاة الشابة الإيرانية المنحدرة من أصول كردية مهسا أميني بعد أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" في طهران. واتهم ذوو الشابة أميني شرطة الأخلاق بضربها على رأسها لعدم ارتدائها الحجاب، مما أدخلها في غيبوبة قبل وفاتها في أحد مستشفيات طهران.
وفي السياق، وافق النواب الإيرانيون الأربعاء، على قانون مثير للجدل يشدد العقوبة بحق النساء اللواتي ينتهكن قواعد اللباس في الأماكن العامة، بحجة "حماية المجتمع وتعزيز الحياة الأسرية". ويقترح هذا النص، تشديد العقوبات وخصوصا المالية، ضد "أي امرأة تخلع حجابها في الأماكن العامة أو على الإنترنت".