المصدر: نداء الوطن
الكاتب: أبو زهير
الأربعاء 12 آذار 2025 08:00:11
لا طاقة لي ولا "جَلَد" على الفكاهة و "الساركازم". الدنيا رمضان و "خلقي" براس طربوشي...
أتابع بصمت منذ 3 أيام، ما يدور على صفحات التواصل الاجتماعي حول الأحداث الدامية التي وقعت في الساحل السوري. أسكب كاسة "سوس" باردة بعد الإفطار، وأتناول هاتفي الذكي وأبدأ بتصفّح "فايسبوك" و "إكس" وتجرّع السوس رشفة بعد رشفة.
منسوب العواطف والغرام بحقوق الإنسان لا يوصف. وطبعاً هذا الكلام ليس دفاعاً عن الإجرام وعن مرتكبي المجازر، فلا مجال للدفاع عن هؤلاء، طالما أنّ الرئيس السوري الموقت أحمد الشرع قد أقرّ بوقوع تلك المجازر ودعا إلى تشكيل لجنة من أجل محاسبة مرتكبيها.
إلّا أنّ الطريف في كل هذا هو المدافعون عن أهل الساحل، بل بعض المدافعين الذين لم نسمع أصواتهم أيام الإجرام الذي ارتكبه نظام بشار الأسد على مدى 13 سنة.
هؤلاء بعد أن عاث أسيادهم في أرض سوريا فساداً وإجراماً وظلماً، يتنطّحون اليوم لاتهام "بني أمية" (يسمون السوريين هكذا بعد تبدل النظام) بالإجرام وارتكاب المجازر (عموماً من سوّاك بنفسه ما ظلمك).
أمّا الصنف الآخر من المُبخّرين لحقوق الإنسان، فهم ليسوا أفضل حالاً من الممانعين. بل على العكس، فهم الطائفة الأسوأ. ذاك الصنف الخبيث، يُحسب علينا ويوضع من قبل المراقبين والمتتبعين لشؤون الناس وأحوالهم، في خانة "المعارضين" و "التغييريين"... وهم بالمناسبة أنفسهم ممن كانوا يتحدثون عن جرائم الأسد وأعوانه من أذرع إيران وأذيالها من دون أن يسمّونهم.
يأتون على ذكر فظائعهم حينما تدعو الحاجة، وفي المناسبات السعيدة وفي الأعياد وأيام الآحاد، وذلك من باب "رفع العتب" (بالبالانغو) وكذلك من باب إبعاد شُبُهات التقرّب من خطّ "الممانعة" والعياذ باللّه... فتراهم اليوم ينبرون ويتنطّحون لدعوة "العالم الحرّ" إلى التدخل من أجل حماية الأقليات.
نعم. يحقّ للأقليات في سوريا وفي كل المنطقة أن تخضع للحماية، وللحماية الدولية إذا اقتضى الأمر، لكن ليس بدعوة من هؤلاء... "فلا الفارة طاهرة ولا دعاويها مستجابة". كما أنّ عتبي على هؤلاء، ينصبّ على قصر نظرهم. إذ يظنّون أنّ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سيفضي حكماً بعد 3 أشهر، إلى ولادة طبيعية "مدري سيزاريان"، لدولة ديمقراطية تديرها معايير الحوكمة والقوانين الدولية وفق أحدث المعايير الغربية.
لا يعرف هؤلاء أنّ وظيفة النظام الجديد، الذي يتمّ تركيبه في سوريا اليوم بكل هدوء وعناية مثل "البازِل"، وظيفته شبه الوحيدة هي هم.
وظيفته إن صحّ القول (الله يشفيه ويعافيه) هي التأكيد على عدم عودة عقارب الساعة إلى الخلف. أي منع إيران التي خرجت من الباب، من العودة عبر الشباك... وشباك حبيبي جلّاب الهوى.