شبح الحرب يشل القطاعات التجارية في النبطية

سيطر هاجسُ الدخول في الحرب على حديث الناس، فيما سجّلت القطاعات التجارية والحياتية تراجعًا لامس الـ 60 % في كثير منها، حتى قطاع اللحوم والمأكولات تراجع بنسبة 50 %، ما يُشير إلى حالة من الترقب تسود حياة الناس.

"قبل الضربة الأميركية لإيران ليس كما بعدها"، هذا ما يسمعه المارّ في شوارع النبطية، حيث أمضى المواطنون نهارهم يراقبون مجريات الأحداث لحظةً بلحظة.

جلس أصحاب المحال التجارية  يتابعون التطورات من داخل محالهم. ويقول محمد معتوق، صاحب محل لبيع الملابس في مرج حاروف: "منذ اندلاع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، تراجعت حركة المبيع بنسبة تقارب 50 %، وهي نسبة غير مسبوقة في فصل الصيف، الذي يشهد عادةً انتعاشًا بقدوم المغتربين".

يؤجّل الناس  الشراء خشية اندلاع الحرب، ويدّخرون المال تحسّبًا لأي تهجير طارئ، ما يُفسّر التراجع في المبيعات. حتى صالونات الحلاقة تأثرت. ويقول أحد العاملين في أحد الصالونات: "من كان يأتي أسبوعيًا أصبح يحلق مرة في الشهر. الناس حذرة، والوضع فرض نفسه على كل شيء".

وفي محال بيع اللحوم، يؤكّد أحد أصحاب الملاحم أن حركة البيع تراجعت بشكل واضح، ويقول: "الناس تقنّن كل شيء، وتوفّر أموالها لما هو قادم".

أما محال بيع الهواتف فلم تكن أفضل حالًا، ويقول محمد، أحد أصحاب هذه المحال: "لا أحد يشتري. أحيانًا يمرّ اليوم كله من دون زبون واحد".

خيّم شبح الحرب على كل مفاصل الحياة جنوبًا، من مصالح ومهن ومراكز تصليح سيارات، فالناس تركّز على الأولويات وتؤجل كل ما يمكن الاستغناء عنه.

ويبقى السؤال: هل نحن على أعتاب حربٍ فعلية؟ أم أن الحرب النفسية وحدها تكفي لتجميد الحياة؟