شتان ما بين بيروت 2022 وبيروت 2002!

القطيعة العربية لبيروت، العاصمة التي استضافت عام 2002 قمة عربية من الاهم من حيث الحضور والمقررات حيث خرج عنها طرحُ حل الدولتين للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، لا تزال مستمرة. وهذه العزلة ستتظهر في أفقع وأبشع تجلياتها في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في اليومين المقبلين، الذي يعقد في لبنان، بفعل المشاركة العربية بمستويات دبلوماسية "متدنية" جدا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

يستضيف لبنان غدا اذا الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، غير ان أبرزهم لن يشارك شخصيا. فقد علم أن وزيرَي خارجية السعودية والإمارات لن يحضرا (المشاركة ستكون على مستوى مندوبيهما في الجامعة العربية)، كما سيغيب وزير الخارجية المصري (سيحضر نائبه)، فيما سيشارك وزراء خارجية كل من الأردن، اليمن، الجزائر، تونس، قطر، الكويت، فلسطين المحتلة، السودان، الصومال، جزر القمر. أما في ما يتعلق بالعراق، فقد اعتذر وزيره في اللحظة الأخيرة بسبب لقاءات محددة مسبقاً مع الأكراد تتعلق بالشأن الداخلي، كما اعتذر الوزير العماني عن عدم المشاركة. وفيما سترسل جيبوتي وموريتانيا وفوداً عادية لتمثيلها، ستشارك كل من ليبيا والمغرب عبر مندوبيْهما في الجامعة العربية أيضاً، بينما ستكون سوريا غائبة بسبب تجميد عضويتها.

يمكن القول والحال هذه، تتابع المصادر، ان الاجتماع سيحصل في بيروت لاسباب بروتوكولية فقط، بما ان لبنان يرأس حاليا مجلس وزراء الخارجية العرب، وإلا لكان هؤلاء بغنى عن الحضور الى لبنان الذي يُطلق عبره، في شكل دوري، وابلٌ من الانتقادات والمواقف "التخوينية" للقادة العرب.

من هنا، فإن جدول الاعمال الذي سيُناقش سيكون بعناوين فضفاضة عامة، ولن يخرج الاجتماع بأية مقررات دسمة. اما البحث الجدي في القضايا الكبرى والرئيسية التي تشغل بال القادة العرب، فسيُترك لقمة تُعقد لاحقا في ايلول، تعدّ العدة لاجتماع جامعة الدول العربية، وتَقترح مقرراتٍ وحلولا للازمات العربية، من اليمن الى سوريا فالعراق وصولا الى لبنان، فتدين بصراحة وفي شكل مباشر، السلاحَ المتفلت في يد الميليشيات وتدعو الى حصره بيد الدولة، والى تدعيم ركائز الشرعية في هذه البلدان ومنها لبنان كما أسلفنا، عبر ضبط حزب الله. فيما كل هذه العناوين والمواقف، يعرف الضيوف العرب جيدا ان لا يمكن درسها واقرارها بسلاسة من قلب بيروت حيث الكلمة الاولى والاخيرة والاقوى، لحزب الله.

عليه، لا تتردد المصادر في وصف القمة التي ستخلو من اي لقاءات رفيعة المستوى مع المسؤولين اللبنانيين، بقمة رفع العتب، التي ستعقد للشكل فقط، وستنتهي وكأنها لم تبدأ اصلا.. فأين بيروت اليوم من بيروت العام 2002؟!