المصدر: العربية
الخميس 27 آذار 2025 13:11:16
باتت الشروط الأميركية التي طلبت واشنطن من السلطات السورية الجديدة تنفيذها مقابل تخفيفٍ جزئي للعقوبات حديث الساعة في البلاد لاسيما مع تدني الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لعموم السكان.
فهل تستطيع دمشق تنفيذ تلك الشروط التي تتمثل بتدمير الأسلحة الكيمياوية المتبقية ومكافحة الإرهاب، فضلا عن ضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة المقبلة؟
تعليقاً على ذلك قال رضوان الأطرش المحلل السياسي السوري ومدير المركز السوري للتنمية المجتمعية إن "نجاح الإدارة السورية في تلبية هذه الشروط يعتمد على عدة عوامل، منها الإرادة السياسية، والقدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والضغوط الداخلية والخارجية، ومدى استعداد واشنطن للتجاوب مع أي خطوات إيجابية".
أسهل الشروط
كما أضاف في تصريحات لـ "العربية.نت/الحدث.نت أن "الشرط الأميركي الذي يتعلق بعدم تولي أجانب مناصب قيادية قد يكون أسهل الشروط تنفيذًا، وهو متوافق مع رأي أكثرية السوريين كون دخول هؤلاء العناصر الأجنبية كان مؤقتاً ولغاية محددة فقط مع ضمان مصير هؤلاء في حال عودتهم إلى بلادهم وعدم ملاحقتهم قانونياً".
تدمير الكيمياوي
أما عن شرط تدمير مخازن الأسلحة الكيمياوية، فأكد أن سوريا سبق أن تعاونت جزئيًا في هذا المجال. لكنه أوضح أن "المسألة تتطلب رقابة دولية وضمانات، مع العلم أن الإدارة الجديدة ليست بوارد تأجيج أي صراع خارج حدودها ومعركتها الحالية مع استعادة الدولة ومؤسساتها من جديد وبالتالي لا يمكن استخدام المخزون الكيمياوي إلا لأغراض داخلية فقط"، وفق تعبيره.
كما أشار المحلل السياسي إلى أن "التعاون في مكافحة الإرهاب يتوقف على تعريف (الإرهاب) من وجهة نظر كل طرف خاصة مع تداخل الفصائل والمصالح الإقليمية".
"إرهاب داعش وحزب الله"
وشدد على أن "السلطة الجديدة كافحت قبل توليها الحكم إرهاب داعش وحزب الله والمجموعات الأخرى وتحاول التوصل إلى حلول بشأن مخيمات عائلات مقاتلي التنظيم".
كذلك لفت إلى أن "المساعدة في كشف مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس تعد قضية حساسة، وقد يكون لدى دمشق أوراق تفاوضية بشأنها من خلال معرفة مكان تواجده بعد فتح ملف السجون كما قد يكون قد قام النظام السابق أخفى هذا الملف وغيره مع العلم أن مصير آلاف السوريين مازال مجهولاً وتحاول السلطة الحالية البحث عنهم".
إلى ذلك، قال أيضاً "إذا كان هناك توافق داخلي وإقليمي ودولي، فقد تتمكن الإدارة الجديدة من تحقيق تقدم، لكن رفع العقوبات سيكون مرتبطاً أيضاً بمسائل أخرى، مثل العلاقة مع إيران وروسيا، وملف حقوق الإنسان، وإعادة الإعمار".
إلا أنه رأى أن "تجاوز العقوبات من دون تقديم تنازلات بشكل عام أو تحقيق شروط معينة يبدو صعباً خاصة أن واشنطن تستخدم هذه العقوبات كأداة ضغط استراتيجية في المنطقة".
وكانت الولايات المتحدة طلبت من دمشق تدمير أي مخازن أسلحة كيمياوية متبقية، والتعاون في مكافحة الإرهاب والعثور على أوستن تايس، الصحافي الأميركي الذي فُقد في سوريا منذ أكثر من عقد واختفى أثره منذ ذلك الحين، فضلا عن عدم تعيين أجانب في مناصب قيادية، من أجل رفع العقوبات بشكلٍ جزئي عن البلاد، وفق ما أفادت وكالة رويترز أمس الأربعاء.
فيما تسلم قائمة الشروط هذه وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، يوم الثامن عشر من مارس/آذار الجاري عند مشاركته في مؤتمر بروكسل للمانحين.
إلا أن واشنطن لم تضع أي جدولٍ زمني لتنفيذ تلك الشروط أو رفع العقوبات الجزئي عن دمشق.