المصدر: النهار
الأحد 21 تموز 2024 08:24:16
ما يزال شرار الضربة الإسرائيليّة على بلدة عدلون جنوبي لبنان يتطاير في الأفق الميداني الآخذ في إعادة تموضع حزب الله وفق معلومات عن حركة تأهب غير عاديّة في الجانب الإسرائيلي.
وتعدّ ضربة عدلون الأعنف منذ أسابيع، حيث تطايرت شظايا الانفجارات إلى القرى المجاورة، وسقطت إحداها في بلدة برج رحال موقعة 3 إصابات.
وأفاد مراسل "النهار" عن قطع أوتوستراد صيدا صور بالاتجاهين وتحويل السير إلى الطرقات الداخلية.
وجاءت الغارة على بُعد 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
وثمّة تقديرات جديدة دخلت على خط السيناريوهات المتّصلة بالوضع الميداني في الجنوب، وعبره يعتقد واضعوها من المعنيين والخبراء أنّ لبنان صار في عين العاصفة أكثر من غزة لجهة ترقّب العدّ العكسي لما ستفضي إليه التطورات بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن التي سيتوجه إليها اليوم الأحد. ولذا، فإنّ ما يفصل لبنان عن نهاية تموز الحالي سيتّسم بترقُّب ثقيل وحذر وخطر، حيث ستكون عين على الوضع جنوباً وعين على الساحات الإقليمية من مثل الغارات الإسرائيلية أمس على مدينة الحديدة في اليمن ومنشآت تكرير النفط في ميناء المدينة ردّاً على المسيّرة الحوثية التي سقطت قبل يومين في تل أبيب، الأمر الذي باتت معه يعتبر من أخطر معالم وبوادر نشوب المواجهة الإقليمية الشاملة. ويخشى أن تكون معالم الحريق الإقليمي قد بدأت تُسابق زيارة نتنياهو لواشنطن الامر الذي يضع لبنان في مقدم واجهة هذا التطور الخطير وتداعياته.
وفي وقت سابق السبت، استهدفت الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة مواطنين سوريين، بينهم أطفال، أصيبوا إثر غارة من "مسيّرة معادية على سيارة رباعية الدفع فارغة" بالقرب من خيمتهم، على بُعد أقلّ من أربعة كيلومترات من الحدود.
وقال الطبيب مؤنس كلاكش الذي يرأس مستشفى مرجعيون الحكومي، إنّ امرأة وأطفالها الثلاثة، اثنان منهم قاصران، أُدخلوا إلى المستشفى لإصابتهم بشظايا بعد الغارة خارج بلدة برج الملوك.
وأوضح كلاكش لوكالة فرانس برس أنّ من بينهم صبّياً يبلغ 11 عاماً في حالة حرجة بعد إصابته بشظايا ونزف في الرأس.
مسيرات حزب الله
وأعلن حزب الله لاحقاً أنّه أطلق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على دفنا، وهي منطقة في شمال إسرائيل قال الحزب إنه استهدفها للمرة الأولى "ردا على الاعتداء على المدنيين".
وكان الأمين العام للحزب حسن نصرالله حذّر الأربعاء من أنّه سيضرب أهدافاً جديدة في إسرائيل إذا قتل مزيد من المدنيين في الضربات الإسرائيلية.
والسبت أيضاً، أعلنت كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنّها أطلقت وابلاً من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في الجليل الأعلى "ردّاً على المجازر الصهيونية بحقّ المدنيّين في قطاع غزة".
كذلك، أعلن حزب الله أنّه "شنّ هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على مرابض المدفعية والصواريخ في الزاعورة" بالجولان السوري، مستهدفاً "أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها ومنصات القبّة الحديدية فيها".
وقبل الهجوم بالمسيرات، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 45 "مقذوفاً" أطلق من لبنان بعد ظهر السبت باتجاه هضبة الجولان المحتلة والجليل، بدون الإعلان عن إصابات.
وقال الجيش إنه ضرب "منصة الإطلاق... في جنوب لبنان التي أطلقت منها القذائف باتجاه هضبة الجولان"، كما استهدف "منصة إطلاق إضافية لحزب الله".
وأودت غارات إسرائيلية الخميس بخمسة أشخاص على الأقلّ بينهم قيادي في الجماعة الاسلامية وفق ما أفادت الجماعة ومصدر أمني.
ورأى حزب الله أنّ في بيان له عقب الغارات الإسرائيلية على ميناء الحديدة اليمني، أنّ "العدوان لن يفت في عضد هذا الشعب وقيادته، بل سوف يزيده قوة وعزيمة ومضياً في هذا الطريق الشاق والدامي والموصل بشكل حتمي إلى انتصار المقاومة".
وأضاف: "إنّنا نعتقد أنّ الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها العدو الصهيوني هي إيذانُ بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالغة الأهمية على مستوى المنطقة برمّتها"، لافتاً إلى أنّه "لدينا الثقة الكاملة بأنّ القيادة اليمنية بما تمتلك من معرفة وشجاعة وقوّة قادرة على اتخاذ الخطوات المناسبة والضرورية لِردع هذا العدو وحلفائه الاقليميين والدوليين".