يعتبر شلل الأطفال مرض فيروسي معدي، يؤثر في المقام الأول على الجهاز العصبي كونه يؤثر على الحبل النخاعي ويصيب الأطفال من هم دون الـ5 سنوات بشكل عام. عانت الشعوب من هذا الفيروس لفترة طويلة حتى ظهور اللقاح الذي أنقذ أرواح الملايين من الأطفال.

أعراض

يمكن أن يظهر شلل الأطفال بأشكال مختلفة تتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، فغالبية حالات شلل الأطفال (حوالي 90-95٪) لا تظهر عليها أعراض أو تؤدي إلى أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، مما يجعل من الصعب اكتشاف انتشار الفيروس والسيطرة عليه. ومع ذلك، في حوالي 1-2٪ من الحالات، يغزو الفيروس الجهاز العصبي المركزي، مسبباً أعراضاً أكثر شدة.

هذا ويُصاب 5% تقريبًا من الأشخاص المصابين بفيروس شلل الأطفال بنوع معتدل من المرض المسمَّى التهاب سنجابيَّة النخاع المُجهِض. ويؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا تستمر من يومين إلى 3 أيام. وتتضمن: الحُمّى، الصداع ،آلام العضلات، التهاب الحلق، ألم المعدة، فقدان الشهية، الغثيان والقيء.

كيف ينتقل شلل الأطفال؟

كشف الإختصاصي في طب الأطفال الدكتور نيكولا عطية، أنه يمكن لحاملي فيروس شلل الأطفال، ومن ضمنهم الأشخاص الذين لا يظهر عليهم المرض، أن ينقلوا الفيروس عن طريق البراز أو الرذاذ الناتج عن العطاس أو السعال. ينتقل الفيروس إلى شخص آخر عن طريق الفم. ويمكن أن ينتشر بسهولة. على سبيل المثال، يمكن أن ينتشر إذا لم يغسل الأشخاص أيديهم بعد السعال أو استخدام المرحاض أو قبل تناوُل الطعام. وقد يكون الفيروس أيضًا في المياه الملوثة بالبراز الحامل لفيروس شلل الأطفال.

وبالنسبة للوقاية، قال عطية ان التطعيم هو الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من مرض شلل الأطفال.

أفضل سبيل للوقاية

وعن الوقاية، كشف عطية أنه ما من علاج لهذا الفيروس، إنّما هناك طريقة وقائية يجب على جميع الأهل اتّباعها ،وهي تلقيح الطفل ضد شلل الأطفال، مشيراً إلى أن الفيروس الضعيف الموجود في اللقاح لا يسبب بحد ذاته شلل الأطفال، ونادرًا ما يصاب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح بفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح. بل إن فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح هو نسخة جديدة من الفيروس الذي نشأ داخل مجتمع أو منطقة لم يتلقَّ فيها عدد كافٍ من الأشخاص اللقاح.

هذا ويوصي مركز مكافحة الأمراض بأربع جرعات من لقاح شلل الأطفال غير النشط (IPV) في المراحل العمرية التالية: عمر شهرين، عمر 4 أشهر، ما بين 6 و18 شهرًا، وما بين 4 و6 سنوات في سن دخول المدرسة.

في بعض الحالات، قد يعاني الأفراد الذين يتعافون من شلل الأطفال من آثار طويلة الأمد، مثل ضعف العضلات وتشوهات المفاصل والشلل الدائم. ويمكن أن تتطور متلازمة ما بعد شلل الأطفال أيضًا بعد سنوات من الإصابة الأولية، مما يتسبب في آلام العضلات، والتعب، وانخفاض قوة العضلات.