شليطا بو طانيوس: ألم يحن الوقت لنعود جميعاً إلى وطنيتنا ولبنانيتنا ونقول "لبنان أولاً" سعياً لإنقاذ ما تبقّى من هذا الوطن ومن أجيال الغد؟

أشار رئيس المجلس التربوي في حزب الكتائب اللبنانية، الدكتور شليطا بو طانيوس إلى أنه "بناء على سلسلة اتصالات أجراها مع مدراء المدارس الخاصة والمعنيين (أبرزها مع أمين عام المدارس الخاصة، الأب يوسف نصر)، كان هناك توافق على أن إقفال المدارس إنما يصبّ في مصلحة إسرائيل التي تسعى إلى شلّ قطاع التعليم في لبنان والعودة باللبنانيين إلى زمن التخلّف".

وقال في حديث لجريدة "الحرة": "من هنا نعتبر أن التعليم والتثقيف جزء لا يتجزّأ من المقاومة، وطالبنا بترك الحرية للمؤسسات التربوية اللبنانية الخاصة لاتّخاذ القرار الذي يتناسب مع وضعها الجغرافي والاجتماعي والتربوي. كما ناشدنا بضرورة التعاون بين المؤسسات تلك ووزارة التربية ولجان الأهل لإيجاد حلّ يسمح للطلّاب النازحين بالحصول على حقّهم في التعليم أسوة بباقي الطلّاب اللبنانيين".

واعتبر بو طانيوس أن "المعضلة الأساسية تتمحور حول خطة الطوارئ التي لم تلحظ تداعيات استقبال النازحين في المدارس، رسمية أكانت أم خاصة. ورغم التصاريح التي أدلى بها العاملون عليها والتأكيد على أن الأمور كلّها تحت السيطرة، إلّا أن وقوع الكارثة كشف عن عدم وجود أي تدابير جاهزة ومدروسة وأن كلّ ما جرى تداوله كان مجرّد كلام لا أساس له". وقال: "للأسف، الحلول في لبنان هي دوماً ترقيعية، حيث كان يجب على خطة الطوارئ أن تلحظ أماكن أخرى لإيواء النازحين. فكانت النتيجة تأجيل العام الدراسي رغم غياب أي ضمانات أو تأكيدات حيال انتهاء الأزمة قبل الرابع من الشهر المقبل. إنها سياسة الهروب إلى الأمام التي تبرع الدولة اللبنانية في اعتمادها بدلاً من اتّخاذ خطوات تنصف الطالب النازح وغير النازح على السواء".

أضاف: "أن يبقى طالب بلا تعليم، أيّاً كان انتماؤه أو خلفيّته، لهو أمر مرفوض بأي شكل من الأشكال. فكما أن الشعب اللبناني ليس هو من يتّخذ قرار الحرب والسلم، من غير المنطقي أن يكون الطلّاب رهينة تهجير فُرض عليهم وعلى ذويهم من جهّة تنصّلت تماماً من مسؤولياتها".

وسأل: "ما الحلّ إذاً؟ لقد اقترحنا وضع خطة لإلحاق الطلّاب النازحين في مدارس خاصة قريبة من أماكن إيوائهم، ليتلقّوا التعليم خلال فترة بعد الظهر، مع تحويل المبالغ التي كانت مخصّصة للمدارس الرسمية لدعم المدارس الخاصة المعنيّة. ورغم الترحيب الذي لمسناه من مدراء تلك المدارس إلّا أن الخطة لم تبصر النور حيث يصعب تحميل المدارس أعباء مالية إضافية، لا سيّما مصاريف التدفئة خلال فصل الشتاء وبدل أتعاب العاملين في فترة بعد الظهر".

وقال: "هذه الحرب يدفع ثمنها كلّ لبناني بشكل مختلف، وتُكلّفنا الكثير على مستويَي الحجر والبشر. القطاعات جميعها مشلولة من تعليم إلى اقتصاد وسياحة وغيرها. والحكومة في حالة عجز تام والأفق مسدود".

وختم سائلًا: ألم يحن الوقت لنعود جميعاً إلى وطنيتنا ولبنانيتنا ونقول "لبنان أولاً" سعياً لإنقاذ ما تبقّى من هذا الوطن ومن أجيال الغد؟"