شليطا بو طانيوس: الميثاق الوطني وتطبيقه عبر التاريخ في لبنان

أوضح رئيس المجلس التربوي في حزب الكتائب د. شليطا بوطانيوس أنّ كلمة ميثاق هي اتفاق بين طرفين أو أكثر، مشيرًا إلى أن الميثاق الوطني له علاقة بالحياة السياسية في بلد معيّن، مفنّدًا أبرز الأحداث الذي أوصلتنا للتكلم بالميثاق الوطني، فقبل 1920 لم يكن لبنان الكبير موجودًا بل نشأ بالانتداب الفرنسي انطلاقًا من 1 أيلول 1920 ومن سنة 1516 كان خاضعًا لحكم الإمارة اللبنانية مع المعنيين وبعدهم الشهابيين، وبعدها حدثت فتنة 1840 التي أدّت الى نشوء نظام القائمقاميتين وبعدها فتنة 1860 التي كانت أكبر من السابقة.

وقال: "عندما نتكلم عن الميثاق الوطني نتكلم عن ميثاق 1943 ولكن قبل هذا الميثاق بدأت المحاولات للبنانيين من عاميّة لحفد 1820 وعاميّة أنطلياس 1821 وعاميّة أنطلياس الثانية التي هي حجر أساس للميثاقية والوثيقة كتبت في كنيسة مار الياس انطلياس من قبل ممثلين من كلّ الطوائف وكتبت بسبب الضرائب الباهظة التي فرضت على اللبنانيين عندما كانت مصر تحكم بواسطة ابراهيم باشا، من هنا بدأت تتبلور فكرة العيش المشترك المسيحي الإسلامي في جبل لبنان وفي الأوّل من أيلول 1920 نشأت دولة لبنان الكبير وتمّ وضع الدستور في 23 أيار 1926."

وأضاف: "وبدأ التفكير بكيف سيُدار البلد وعدّة أسئلة من مثل ما دور رئيس الجمهوريّة ومجلس الوزراء، لافتًا إلى أن هذه الأسئلة وضعت خطيّا من المجلس التأسيسي للمجلس النيابي وأقر الدستور مستعينًا بالجمهوريّة الثالثة لفرنسا."

وتابع: "من هنا بدأ لبنان بالهيكليات مثل ترشّح الشيخ محمد الجسر عن رئاسة الجمهوريّة في الـ 1932 وعُلّق الدستور وحل مجلس النواب بعد أزمة دستوريّة بين بشارة الخوري وإميل ادّه على منصب الرئاسة بعد أن كان العدد الأكبر للطائفة المارونية، وفي 1936 أعيد العمل بالدستور وانتخب إميل إدّه رئيسًا للجمهورية بفارق صوت واحد بحصوله على 13 صوتًا فيما نال بشارة الخوري 12 صوتًا، ومن هنا أصبح العرف موجودًا بأنّ رئيس الجمهورية ماروني ورئيس مجلس الوزراء سنّي وكان خير الدين الأحدب."

وتابع شارحًا: "وفي الوقت السابق كانت القيادات مقسومة بين المسيحيين والمسلمين ولم يكن الشيعة قد لعبوا الدور السياسي الذي كانوا يحلمون به، فالميثاقية فلم تكن بالطائفة ونشطت الصحافة بعدها والأحزاب الجديدة وتبلور عند المفكرين تفصيل الميثاقية وتحديدها و في الـ1939 كانت الحرب العالمية الثانية وبنهايتها كنّا بمرحلة تحرر المستعمرات وفاز بشارة الخوري في الإنتخابات وقاموا بالعمل قبلها وعقدت اجتماعات مكثفة للميثاقية وبخطابه كانت الأفكار الموجودة بنود الميثاقية، والميثاق هو عرف ويقال إنّه لم يكتب للعب فيه في المستقبل وعدم وجود مشاكل."

وأكّد أنّ بذلك الوقت عمل الزعماء على الثقافة اللبنانية بأنّ لبنان ذو وجه عربي فيتكلم باللغة العربية ولكن له علاقات مع الخارج وأنّ لبنان موطن الحريات، بالإضافة إلى نقطة الخلاف وهي توزّع الوظائف بشكل عادل بين الطوائف مع مراعاة الكفاءة والاختصاص.

وختم سائلًا: "هل باتت الكفاءة اليوم بطائفة وحزب معينين في الوزارة؟ أليس من المفروض بناء لبنان الجديد الذي نحلم به؟"