شليطا بو طانيوس: بيار الجميّل نقطة تحوّل.. واستُشهد ليبقى لبنان

بارك رئيس المجلس التربوي في حزب الكتائب اللبنانية الدكتور شليطا بو طانيوس، في مداخلة له ضمن برنامج لبنان اليوم على تلفزيون لبنان، للبنان باستقلاله قائلا: "مبروك للبنان باستقلاله ولو كان استقلالا منقوصا، وبكل سنة من الــ 43 لليوم خاصة بالمرحلة الأخيرة نعيش ونعيّد مشاعر أكثر من أي أمر واقع ولكن عن أي استقلال نتكلم؟ فقد خرج الجيش الفرنسي في سنة الــ 46 من لبنان وحققنا الاستقلال وحرّرنا قرارنا السياسي والاقتصادي ولكن حتى اليوم أين هو الاستقلال الذي نتحدث عنه؟"

واوضح انّ الاستقلال يتحقق من خلال الممارسة اليومية، فلننظر في هذه الممارسة: هل يوجد استقلال فعلاً؟ ومنذ أيام توفّي شاب على أبواب أحد المخيمات الفلسطينية بسبب السلاح المنفلت، فأين يكون الاستقلال حين يكون هناك سلاح فلسطيني؟

وقال: "بيار الجميّل دفع ثمن ذلك ونحن حتى اليوم جميعنا ندفع ثمنه ونحن استجرينا إسرائيل إلى لبنان بغض النظر عن كل شيء، منذ يوم رسمنا حدودنا حدود لبنان من فلسطين ومن يوم ذهبنا إلى اتفاق القاهرة وشرّعنا السلاح غير الشرعي بأيدي منظمات غير لبنانية وحتى اليوم السلاح غير الشرعي الموجود بيد حزب الله وغيره هو الذي ما يزال يستدرج الاحتلال الإسرائيلي، واليوم نحن نحزن جميعاً لأننا نحتفل بعيد الاستقلال بينما لدينا خمس تلال محتلة من قبل إسرائيل، وهذا أمر لا نقبله ولا نرضى به ولا يمكن أن نرضى به، ومتى سننتهي من مسألة السلاح؟"

وأشار الى اننا نحن نشد على يد رئيس الجمهورية، وأكثر من عمل لوصول العماد جوزاف عون إلى رئاسة الجمهورية كان الكتائب، وكنا مصرّين على وصوله وعملنا بكل إمكاناتنا حتى وصل، وكذلك وصول رئيس الحكومة نواف سلام هو حزب الكتائب إيماناً منا بأننا بحاجة إلى رجال دولة رجال مؤسسات يعرفون ما هو القانون ويعرفون قيمة الجيش.

وأضاف: "فنحن مطلبنا أن يكون الجيش اللبناني هو من يأخذ المبادرة وأن تكون السلطة الفعلية بيده وأن يُحصَر كل سلاح غير شرعي بيد الدولة اللبنانية وبيد الجيش اللبناني فقط لا غير ولقد سمعنا خطاب القسم وكلنا فرحنا به وكذلك البيان الوزاري ونقدّر الظروف التي يحاول الرئيس جوزاف عون التعامل معها ولكن كذلك علينا في هذا الوقت الحساس فنحن دولة مقاتلة اليوم وهذا ظرف داعم لكي ينال لبنان استقلاله."

وتابع:"فلنقارن بين استقلال 1943 واستقلال اليوم نحن ما كنا نلنا استقلالنا عن فرنسا عام 1943 لولا الدعم الذي كان يأتي في ذلك الوقت خصوصاً من بريطانيا والجنرال سبيرز والدعم العربي الخارجي من السعودية ومصر وسائر الدول، لما كنا حصلنا على استقلالنا عام 1943، الاستقلال لم يتحقق وحده، واليوم نحن في الظرف نفسه؛ نحن بحاجة إلى الدعم من الخارج، إضافة إلى الوحدة الوطنية.

وأكّد أنّ بيار الجميّل كان نقطة تحول كبيرة، وكل الذين سفكوا دماءهم دفاعاً عن لبنان وحباً بلبنان هم شهداء دون شك وقد نختلف بالمقاربة في بعض الطرق أو المواقع ولكن يجب علينا كلبنانيين وبيار كانت له جولات كبيرة في هذا الموضوع وأذكّر بشعاره القديم الذي استحضره فخامة الرئيس جوزاف عون "بتحبّ لبنان حبّ صناعته" وهذا الشعار ما زال علامة مسجّلة لبيار الجميّل،  في طريقة حبه وتعاطيه وربما كان ذلك نموذجاً سيظهر لاحقاً في طريقته في الإدارة والعمل وربما لذلك استُشهد واستُهدف بهذه الطريقة في مثل هذا اليوم نحن خسرنا بيار، وإن شاء الله نربح لبنان."

ولفت الى أنّ اليوم لدينا فرصة حقيقية لنصل إلى الاستقلال الحقيقي ولدينا فرصة لنكمل المسيرة التي بدأها بيار وكل الشهداء، هذا أملنا وهذا رجاؤنا ونحن نريد لبنان أن يأخذ استقلاله، نريد لبنان أن يلتزم بمبدأ الحياد الذي ينادي به اليوم رئيس حزب الكتائب مع مجموعة كبيرة من النواب، أملنا أن نصل إلى الاستقلال الحقيقي، وأملنا أن نصل إلى الحياد، لأن الحياد يجنّبنا الصراعات، وأمثلة كثيرة تشبه لبنان، فيها التعددية والاختلاف، مثل سويسرا وغيرها من الدول، حين التزمت الحياد وعاشت الحياد، استطاعت أن تتحرر من الصراعات، فلنقل مرة واحدة وأخيرة: لبنان أولاً وآخراً، لبنان هو البوصلة التي نعيش لأجلها، ولا نريد أن نهجّر أولادنا إلى الخارج ولا شبابنا إلى الخارج ولا نريد الهجرة ولا الرحيل بل نريد أن نبني وطناً.

وأشار الى أنّ إيماننا هو بإقامة وطن حقيقي وطن تكون فيه الدولة هي الوحيدة التي تملك قرار السلم والحرب والسلاح والسيادة على الــ 10452 كيلومتراً مربعاً، قائلا:"سررنا كثيراً أمس بالخبر أن الدولة بدأت تتخذ إجراءات ضد ملوك المخدرات والكبتاغون منهم من مات، ومنهم من اعتُقل، ومنهم من سُجن وهذه الطريقة هي الفضلى لبناء لبنان الجديد يدنا بيد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وبيد هذه الدولة لننبني جميعاً لبنان الذي نحلم به."