المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الاثنين 24 شباط 2025 06:31:27
لم يكن مفاجئاً غياب الأحزاب المسيحية وقياداتها عن حفل تشييع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، فضلاً عن المواقف التي صدرت عن هذه الأحزاب التي أكدت أنها لم تشارك سلفاً، خصوصاً بعدما حصل على طريق المطار على يد "حزب الله"، ومن خلال مسيرات جابت بعض المناطق المسيحية، فهذه المسائل أدت إلى تفاقم الخلافات والتباينات، ومن ثم الوفود الآتية إلى لبنان حيث اتهمتها بعض القيادات المسيحية بأنها محظورة من المجتمع الدولي وتصنف في الخانة الإرهابية. وهذا يؤكد أن لبنان لا يمكنه أن يتحمل تبعات ذلك، وعلى هذه الخلفية اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي من قبل جماهير هذه الأطراف، وسط تراشق سياسي وطائفي ومذهبي، إلى أمور كثيرة تؤكد المؤكد بأن تداعيات التشييع ستكون ارتداداتها سلبية على الداخل اللبناني، عبر ما أفرز ذلك من حالة تباعد، فيما البعض الآخر حتى من الذين يصنفون على خلاف أو تباين مع "حزب الله"، اعتبروا التشييع لحظة وطنية تجنباً لأي خضات أمنية في مناطقهم، ولخصوصيات واعتبارات كثيرة، فيما بعض القوى أو القيادات المسيحية اعتبرت ذلك بمثابة خوف، وبالتالي ما كان يجب أن تتخذ هذه المواقف، وإيفاد بعض ممثلي هذه الزعامات والقيادات، لما يشكل ذلك من عدم وفاء لشهداء السيادة والاستقلال الذين سقطوا منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وما بعده.
أشار رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون في حديث لـ"النهار"، إلى أن "المدينة الرياضية هي مدينة كميل شمعون الرياضية وليست مدينة طهران أو مدينة السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين وحزب الله، فهذه مسألة واضحة ليفهمها القاصي والداني، تالياً هذا التشييع رتب الكثير على لبنان من خسائر اقتصادية ومالية وحرق أعصاب الناس وتسخير كل شيء من أجل أن يقول حزب الله ما زلت أنا موجوداً وقادراً على أن أفعل ما أشاء، فيما هو هزم هزيمة كبيرة ومدوية من قبل إسرائيل، وهذا ما حصل وهم يسألون متى الإعمار، وأقول لهم "اللي طلع البقرة على السطح ينزلها"، أضف أنكم تقومون بالحرب ولا تسألون أحداً، ومن ثم تسألون عن الإعمار، فأنتم ترتكبون كل شيء وتسألون أين هي الدولة، فهذه مسائل لم تعد تنطلي على أحد".
وقال شمعون: "من الطبيعي ألا توجه لنا دعوات، فهل يعقل أن نشارك في تشييع من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال من جبران تويني إلى بيار الجميّل وسواهم الكثير من قافلة الشهداء السياسيين والإعلاميين والأدباء والمفكرين، فليفهموا أننا لن نقبل بعد اليوم بإملاءاتهم، وفائض القوة انتهى، لذلك نريد بناء دولة، فالمجتمع الدولي يراقبنا ويواكبنا فلا دعم للبنان إذا كان هناك حزب اسمه حزب الله ما زال موجوداً، ولم يسلم سلاحه إلى الدولة اللبنانية، وموقفنا واضح لم نبدله يوماً أو نغير قناعاتنا ومبادئنا".