شيخ العقل: الشراكة الروحية الوطنية مظلة الإصلاح والإنقاذ

هنأ شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا بعيد الفصح المبارك، معتبرا ان "قيامة الوطن تتطلب الإرادة الصلبة للإصلاح والإنقاذ، ضمن برنامج مرحلي ومدروس"، ومحذرا من "أطماع اسرائيل ومخططاتها وعلى الأخص تجاه طائفة الموحدين الدروز، الأمر الذي يتطلب مواجهة تحدياته بالحكمة والعقل، ورد التحدي يكون بوحدة الكلمة والموقف".

كلام أبي المنى جاء في حديث اذاعي عبر "إذاعة الشرق" استهله بالحديث عن عيد الفصح قائلا: إنه النور الإلهي والنور السياسي الوطني، والعنوان يحمل معاني وعبرا ورسالة، متى سننطلق الى النور ونزيل الظلام، هذه مسؤولية الجميع، وعندما تحل هذه المناسبات والأعياد المباركة فهي تحملنا المسؤولية، فهي ليست فقط لنهنئ بعضنا بعضاً، بل لنتحمل المسؤولية وننطلق الى تحقيق غاية العيد وغاية المناسبة، التي هي القيامة والخروج من الأزمة ومن الحزن والألم الى فسحة النور، وفسحة النور موجودة ان شاء الله".

وردا على سلسلة أسئلة، قال: "نؤمن بالقدر وبإرادة الله تعالى التي تصنع العجائب، تتكامل الظروف والرؤى لتحقيق عجيبة معينة وانجاز معين، لكنها مسؤولية الانسان العاقل المتميز بعقله لكي يحقق ما يريده الله سبحانه وتعالى، والله هو السلام وارادته هي السلام، ولكن مسؤولية الانسان هي في ان يسعى لتحقيق السلام بالاتكال على الله، لأنه بدون المعونة والعناية والنعمة السماوية الربانية لا يمكن ان يحقق الانسان المعجزات، التي هي بإرادة الانسان ونيته الصافية الطيبة وارادته الصلبة ورؤيته الواضحة وبإيمانه العميق بالله سبحانه وتعالى، تتكامل الأمور فتتتحقق المعجزات او الانجازات".

أضاف: "الواقع يفرض نفسه والتجاذب السياسي يؤثر، ولكن الإيمان بالوطن هو اساسي، اذا آمنا بوطننا وقلنا بان لبنان سيبقى، ونحن مؤمنون بذلك، فعندها نحمل انفسنا المسؤولية بان نبقي هذا الـ"لبنان" كما نريده جميعا، اما اذا لم نؤمن به واعتبرناه مرحلة نمر بها وتتغير، فهذه مشكلة ومصيبة إذا لم نكن نؤمن بالوطن. نحن نؤمن بلبنان بلد التنوع، بلد العراقة والأصالة، بلد المحبة والأخوة، هذا الـ"لبنان" الذي بذلنا في سبيله الدماء والجهد والتضحيات لا نريد أن نخسره. اذا استعرضنا التاريخ نرى أن هناك محطات اليمة حزينة لكن جاءت بعدها قيامات وانتصارات واعطت الأمل، فلا يجب ان نفقد الأمل".

وتابع: "لنكن واقعيين وليعد كل واحد منا الى عائلته الصغرى، في عائلته الصغرى هناك مشاكل وتجاذبات وآراء مختلفة واحيانا صدامات، ولكن يجب ان يعالجها الإنسان بالعقل والحكمة، لأن العائلة ستبقى عائلة وستجمع الجميع، وفي لبنان ايضا هناك صدامات وتجاذبات وتحديات بين جهة وأخرى لكن الحقيقة ستبقى ولبنان الرسالة سيبقى، يجب ان لا نخسر هذا العنوان وهذا المبدأ وهذه الروحية، روحية لبنان الرسالة، لبنان روحه هي الشراكة الروحية الوطنية ولن يكون لبنان بدون هذه الشراكة، يجب ان نعمل على تحقيقها، لتحقيق وجود لبنان والتأكيد عليه، الشراكة الروحية الوطنية عنوان طرحته منذ فترة واتمنى ان يأخذ حيّزا من التفكير ومن التعاون لكي نحقق هذه الشراكة".

وردا على سؤال عن "الإيمان والوحدة والشراكة"، قال: "لبنان يمر بمخاض عسير وصعب، وقد انتقل من مرحلة الى مرحلة. لبنان عانى ويعاني، وهو موجود الى جانب دولة لها أطماع واغتصبت الحقوق، فعليه ان يكون في حذر دائم. كيف نرد على هذا التحدي؟ نرد بالشراكة الروحية الوطنية، بالتضامن وبتجاوز المآسي وصولا الى تفاهم اوسع وأقوى يقوم عليه لبنان، وهذه مسؤولية، وفخامة الرئيس طرح في خطابه وفي كلامه مشروع اعادة بناء الدولة وكيف يمكن ان ننتقل من هذه الحالة المأساوية التي مررنا بها الى حالة قيام الدولة بكل مجالاتها. صحيح أن الخروج من المشكلة الكبيرة صعب ولكن غير مستحيل، هناك عدم استحالة بالانتقال الى بر الأمان، ومن هنا يأتي عنوان الشراكة الروحية الوطنية التي هي مظلة الإصلاح والإنقاذ، يجب ان نشد على يد فخامة الرئيس وهو راعي هذه الشراكة التي يجب ان تؤمنها الرئاسة الأولى بالتعاون مع الحكومة ومع المجلس النيابي والقوى الوطنية ومع الرئاسات الروحية، لتشكل مظلة الإصلاح والانقاذ".

أضاف: "الإيمان بلبنان أهمّ من كل التصريحات، لبنان بقي، بالرغم من كثرة الجيوش التي مرت وبالرغم من الأزمات التي تراكمت، بقي لبنان، فمن الإيمان ان لبنان سيبقى ولن يزول. هناك تحديات كبيرة ومخاوف بان لبنان سيلغى عن الخريطة، لأن هذه النقطة الصغيرة على خريطة العالم لا تهم الدول، ولكن ما رأيناه وما نراه بالعكس، لبنان نقطة اساسية وستبقى اذا عرفنا كيف نتعامل مع هذا التنوع اللبناني ومع هذا الواقع الجيوسياسي في هذه المنطقة، وذلك يتطلب التعاطي بحكمة فنستفيد من عبر الحوادث التي مرت. اذا كان هناك اليوم كلام عالي اللهجة فلنضعه في خانة التراشق الكلامي او المواقف التي لها دواعي نفسية ربما لتقول اننا باقون وأننا لن ننقرض، ولنكن واقعيين ولنعزز المحبة والأخوة والإنسانية في قلوبنا كي تكون الحاضنة لهذا التنوع الديني الموجود في لبنان، والتنوع الحزبي، فلبنان يحتاج الى التأكيد على المواطنة وعلى مبادئ هذه المواطنة، من الأخوة والمحبة والرحمة والانسانية، يجب ان نركز عليها، ربما بعض الكلام يستفز الآخر، وعلى سبيل المثال اذا اخذنا موضوع نزع السلاح، نرى أن الفرق كبير بين عبارتَي نزع السلاح وحصر السلاح بيد الدولة، وهذا وارد في الاتفاق، ويجب ان يفهمها الجميع بأن حصر السلاح بيد الدولة مطلب اساسي، وقد قال فخامة الرئيس بان القرار اتخذ والتطبيق يحتاج الى حوار، عنوان جيد ومهم،  فلماذا نستعمل عبارة نزع السلاح وكأنك ستنزع روح الانسان، فلنستخدم عبارة حصر السلاح بيد الدولة، أي ان تكون الدولة هي الحامية والراعية للوطن والمواطنين. اسرائيل موجودة والطيران في اجوائنا والوطن في خطر دائم ويجب ان نأخذ الامر بعين الاعتبار ولا نتلكأ ونتوانى عن تطبيق الاتفاق وعن قطع الطريق على اسرائيل وافساح المجال لها لكي تتمادى في عدوانها، يجب أن نتعامل بجدية مع الواقع الذي وصلنا اليه، الواقع اليوم غير الواقع بالأمس".

وعما هو مطلوب اليوم، قال: "كي لا تتحول الأمور الى سجالات واستفزازات فلنصبر ولنتحمل بعضنا البعض، لكن القرار اتخذ والجميع مقتنعون انه لا بد من اعادة بناء هذه الدولة وطي صفحة الماضي، بالأمس كان حديث للأستاذ وليد جنبلاط لمح فيه للمحادثات الأميركية الإيرانية في شأن السلاح النووي، وأعرب أنه ليس مطمئنا لهذا الامر وأن حرباً ما يمكن أن تشتعل، ولكن هذا لا ينفي واجبنا في لبنان بان نستمر في تنفيذ ما اتفق عليه في بناء الدولة، وهناك امور ليست محصورة في موضوع السلاح. نحن بحاجة الى طمأنة الناس، نتمنى على جميع ابناء لبنان ألّا يفقدوا ثقتهم بوطنهم، هذه الثقة يجب على الدولة وعلينا جميعا كمسؤولين في الصف الأول ان نعززها. مشاريع بناء لبنان يجب ان توضع على الطاولة وتبحث بجدية، لدينا نخبة من الخبراء من القيادات، قادرة ان تطور بناء الدولة ومؤسسات الدولة. هذه حاجة وليس الموضوع فقط محصور بالسلاح، مشاريع استعادة مؤسسات الدولة وتطويرها ولجم الفساد يجب ان تستمر، عندما يقتنع صندوق النقد الدولي بالإصلاحات ويبدأ ستأتي المساعدات للبنان وستبدأ الدول من الخليج وغيرها في دعم لبنان، فلنضع هذه المشاريع على الطاولة ونعمل بجدية ولا نبق منتظرين موضوع السلاح، هناك مشاريع يجب ان تبحث وانا أطمئن عندما ارى وزير الأشغال في المطار أو في المرفأ، ووزير آخر في مجال آخر يبحثون في عملية متابعة وضع المؤسسات، أرتاح بأن هناك رغبة وحركة باتجاه الاصلاح، لقد وضعنا حداً للتهريب بنسبة معينة فلنبدأ بالخطوات الأخرى المطلوبة".

وعن إمكانية التطبيق، قال: "الأمور تحتاج الى برنامج مرحلي ربما، وإلى خطوات مرحلية، لكن يجب ان نبدأ، فليكن العمل ضمن رزنامة، فمثلا هناك السلاح الثقيل يسحب قبل غيره، ومناطق قبل غيرها، فاذا اعتمدنا رزنامة بين الجيش والمقاومة تسهل الأمور، وايضا في بناء المشاريع وتطوير المؤسسات يجب ان تكون هناك خطوات ملموسة وضمن برنامج. بدون وضع برنامج نتخبط في نفس المكان. انا اطرح موضوع الشراكة الروحية الوطنية مظلة الاصلاح والانقاذ، لنزرع الأمل، وسيكون لنا ندوة قريبة بمشاركة وزير الثقافة حول هذا الموضوع لنطرح هذه الفكرة على الأقل ثقافياً وفكرياً، الشراكة يجب ان تكون في كل المجالات، الثقافية، التربوية، والاقتصادية. انطلقت في هذا الطرح من موضوع الشراكة الدرزية المسيحية في جبل لبنان ونعمل على هذا الموضوع وسنوقع قريبا ان شاء الله مع الرهبانية اللبنانية المارونية اتفاقا يؤكد على هذه الشراكة من باب استثماري اقتصادي، سيتم التوقيع قريبا جدا ان شاء الله وستكون محتضنة منا ومن غبطة البطريرك بميثاق واتفاق نعمل على توقيعه ايضاً، هذه ليست ثنائية درزية مسيحية بل خصوصية في الجبل لكن انطلقت منها لعنوان اوسع هو "الشراكة الروحية والوطنية" التي تضم الجميع، المصالحة يجب ان تدعم بمشاريع اقتصادية استثمارية مشتركة، هذه هي الفكرة، لدينا أراضٍ للأوقاف المسيحية والأوقاف الدرزية كيف نستفيد من هذه الأراضي، لبناء مشاريع تعيد المهجر الى ارضه فعلا وتعيد المهاجر الى وطنه فعلا؟ نحن بحاجة الى هكذا مشاريع. هذه عناوين وقد بدأنا نعد دراسات لبعضها، واظن بأن هناك رأس مال جيد لدى رجال اعمال متمولين مستعدين للمشاركة في هكذا مشاريع لأنهم مرتبطون بلبنان، وهذا هو الأهمّ".

أضاف: "يُترجم ذلك بعيداً عن السياسة، ولكن بإرادة الجميع، نريد ان ننهض بالجبل ليكون نموذجا للبنان، ويمكن ان تتوسع الفكرة وتعيد اللحمة بين اللبنانيين جميعاً، حتى في موضوع استثماري اقتصادي. لقد بدأت بطرح هذا العنوان في دار الفتوى في زيارتي الأخيرة وفي زيارتي الى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، واطلقته في كلمتي في إفطار دار طائفة الموحدين الدروز بحضور فخامة الرئيس وصاحبي الدولة والرؤساء الروحيين وأركان البلاد، وسيكون لنا لقاءات تفصيلية حول الموضوع  مع فخامة الرئيس ومع الرئيس سلام، ونحن نريد كما قلنا أن نفتح بابا للنور لتأكيد هذه الشراكة، فلبنان لا يقوم الا على الشراكة وعلى التكامل، لبنان التنوع لا يمكن ان يكون لفئة واحدة، لا يمكن ان يكون بدين واحد اذا صح التعبير، لبنان للجميع لبنان يحتضن هذا التنوع الديني والثقافي".

وعن زيارة وزير العمل محمد حيدر إلى دار الطائفة، قال: "الوزراء يزوروننا للتعارف اولا ولوضعنا في خططهم، لذلك انا اقول انني مطمئن، الأفكار ايجابية والوزراء مميزون وافكارهم ايجابية، عندما زارني وزير العمل وطرح الأفكار في الوزارة شعرت بالاطمئنان بان هناك من يسعى جديا لتحسين وضع الناس، موضوع الحد الأدنى للأجور، موضوع الضمان الاجتماعي ومواضيع متعددة، في كل الوزارات هناك حركة، في وزارة الزراعة وفي وزارة الأشغال وغيرهما، سيزورني وزير الخارجية بعد يومين، لذا أنا مطمئن بان هناك سعيا جديّاً، يجب ان نشجع وان نحتضن وعسى أن نوفَّق في هذه المسيرة".

أما عن الاشكاليات والتحديات، فأوضح أنه "لدى كل الطوائف اشكاليات وتحديات، نحن كطائفة مؤسسة واساسية، وربما البعض يقول اقلية، نحن لا نشعر بانها مشكلة، بالعكس نحن يمكن ان نكون طائفة لاحمة وجامعة وهذا هو الأهم، هدفنا هو بناء الدولة وأن يكون الوطن حامياً للجميع مهما كان العدد، الوطن يضمن حقوق الجميع ويحفظ كرامة الجميع وهذا هو الأساس.

نحن كطائفة موجودون في هذا المحيط، محيط بلاد الشام، من فلسطين الى سوريا الى الأردن الى لبنان، طبعا نتأثر بكل هذه الأمور التي تحصل، اسرائيل لا تترك مجالا للراحة فهي دائما لها اطماعها ولها مخططاتها، كيف نواجه هذه المخططات بحكمة وبعقل وبمداراة احيانا وربما احيانا بانحناءة بسيطة كي لا تكسر الهامة فهذا امر دقيق جدا، نحن في هذه المرحلة نواجه تحدياً، ورد التحدي يكون بوحدة الطائفة، هناك عبارة ورثناها واكررها دائما لأخواني شيوخ العقل والموحدين، عبارة ورثناها عن ابائنا تقول: "عند اختلاف الدول احفظ رأسك"، حفظ الرأس يكون اولا بالوحدة بوحدة الصف، ولكن هناك ثوابت وهناك خصوصيات، الثوابت يجب ان نحافظ عليها، ولكلٍّ منا خصوصياته المرتبطة بالواقع".

أضاف: "نعود الى العقل الذي يجب ان يقودنا وأن يكون ربان السفينة، بالعقل بالحكمة، فالوعي يعزَّز بالإيمان، الوعي يحتاج الى الإيمان، والإيمان يحتاج الى الوعي، لتتكامل الحالة الانسانية، اقول بان هناك لدى طائفة الموحدين الدروز ولدى اللبنانيين وفي كل مجتمع يجب ان يكون هناك شرعة وجود، تعتمد على ثوابت. نحن الموحدين الدروز في بلاد الشام لدينا ثوابت لوجودنا؛ ثوابت دينية روحية عقائدية، وثوابت اخلاقية اجتماعية، وثوابت تتعلق بالأرض والوطن، هذه الثوابت يجب ان نحافظ عليها لنحافظ على وجودنا، اما اذا كان هناك من خصوصية في هذه المنطقة او في تلك، لهذه الفئة او لتلك، فلتكن هناك حرية في التعامل مع هذه الخصوصيات، مع واقع مختلف هنا او هناك، ولكن الثوابت هي هي ولا يجب أن تتغير، يعني اذا كان اخواني الموحدون موجودين في (اسرائيل) فلسطين المحتلة، فهل هذا يعني ان يغيروا عقيدتهم الدينية؟ طبعاً لا، نحافظ على الثوابت ونتعامل بمرونة وواقعية مع الواقع".

وردا على سؤال عن "الحالة الطائفية"، أجاب: "المعادلة دقيقة جدا، احترام الدين واحترام الخصوصية هذا واجب، والدستور اللبناني اقر بذلك ولكن ان تتحول هذه الخصوصية وهذه الحالة الى طائفية بغيضة، الى تنافس سلبي هذه هي المعضلة، هل نستطيع ان نفهم التنوع على حقيقته برقي، بانسانية وبروح واعية؟ هذا هو التحدي، ام نفهمه أنه نوع من التنافس السلبي ومن شد الحبال كل لناحيته؟ هناك عبارة لصديقنا الراحل السيد هاني فحص، كان يقول: لا يجوز تطييف السياسة ولا تسييس الدين، يعني ان تصبح السياسة تجاذبا طائفيا وتنافسا وشد حبال طائفيا خطر على لبنان، تسييس الدين أي ان يصبح الدين ورجل الدين والمؤسسات الدينية تتعاطى بالسياسة بالشكل الذي ينفر الناس ولا يساهم في بناء دولة مواطنة، دولة ديمقراطية وطنية جامعة، هذا أمر خطير في بلادنا".

وسئل عن "الأمل بعودة اللبنانيين المنتشرين"، فقال: "أبناؤنا المهاجرون، هذه المصابيح الجميلة من ابنائنا تساهم في صناعة النور، كل انسان يعود الى بيته ويرى ابناءه واقاربه في الخارج فتدمع العين احيانا، نحن بحاجة الى هذه المصابيح وهذا النور ان يتكامل لتتكامل نهضة الوطن، نحن بحاجة اليهم، بقدر ما نريح الوضع الداخلي بقدر ما نستفيد من هؤلاء الأبناء الذين هم في الخارج، منهم من يمكن ان يعود ومنهم من يساعد من موقعه، لا نقول انه يجب ان يعودوا جميعا، فنجاحهم في الخارج مصدر اعتزاز لنا، ولكن نحتاج إليهم".

وعن الجيش، قال: "ايماني كبير بابنائنا، بالمسؤولين، بفخامة الرئيس، نحن وإيّاه نحث ابناءنا على التطوع في الجيش، الجيش هو حامي الوطن والجيش ايضا ضمانة للمواطنين، يشكو المواطنون بان الرواتب قليلة فنقول لهم ان هناك تقديمات من طبابة وتعليم تؤخذ بعين الاعتبار، ونحن بحاجة الى تضحية، لقمة العيش تحتاج الى تضحية وبأن نكون على قدر المسؤولية، الأمل كبير والنور آتٍ".

أضاف: "نحن نواجه الحقيقة، لبنان حقيقة، قيامة لبنان حقيقة، يجب ان نواجه الحقيقة واحيانا تكون مواجهة الحقيقة صعبة وقاسية وتحتاج الى تضحية، لكننا نواجه، قدرنا ان ننجح ويجب ان ننجح، ربما اساهم بكلمة، بموقف بفكرة، برؤية، كلٌّ منا يساهم في مجال معين، الكل عليه ان يساهم وألا يفقد الأمل. اعلم شيئاً واحداً وهو انني لا اعلم، علينا أن نتعلم دائماً، انا استفيد من ابني، يجب ان نتواضع ونستفيد من بعضنا، نحن بحاجة الى بعضنا البعض وكل انسان يعطي على قدر طاقته، نورٌ على نور فتتكامل الأنوار، كل انسان يعطي على قدر طاقته وقدر استطاعته، عندما نقول ان لبنان رسالة، فالرسالة تحتاج الى رؤية واضحة وتحتاج الى نوايا طيبة وتحتاج الى ارادة صلبة، هذه الثلاثية اكررها دائما: النوايا الصادقة الصافية والرؤية الواضحة الثاقبة والارادة القوية الصلبة".

وختم أبي المنى مجيبا على سؤال عن "الإصلاحيين"، فقال:  "الاصلاحيون موجودون، لا اظن ان احدا لا يريد لبنان، لا اظن ان احدا يريد ان يعيدنا الى الوراء، الكل يريد ان نتقدم لبناء الدولة ولطمأنة أبنائنا، حفاظا على لبناننا الجميل الغني بتنوعه وبطبيعته وبتاريخه، علينا ان نبدأ برحلة الاصلاح معاً، خطوة بخطوة ويداً بيد. البعض يطرح افكارا والبعض ناقم على مبدأ "كلن يعني كلهن"، لكن الاصلاح لا يتم بقلب الطاولة ودفعة واحدة، بل يبدأ ضمن برنامج مرحلي ومدروس، وتبقى العبرة في التطبيق، لذا: لا تفقدوا الإيمان وثابروا معاً على طريق الاصلاح والبناء".