المصدر: الحرة
الخميس 15 تشرين الأول 2020 18:43:59
ألقى اغتيال ٣ قادة كبار سابقين من المعارضة السورية في محافظة درعا الضوء على الأجواء المتوترة التي يشهدها الجنوب السوري في ظل تضارب للمصالح بين إيران وروسيا في تلك المنطقة.
وكانت درعا شهدت، أمس الأربعاء، مقتل القيادي السابق في المعارضة أدهم أكراد برفقة 4 أشخاص، اثنين منهم من القيادات السابقة للفصائل في درعا، وذلك بعد استهداف سيارة كانت تقلهم من قبل مجهولين عند مفرق تبنة قرب مدينة إزرع.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن استمرار وتيرة قتل عناصر سابقين في المعارضة بمحافظة درعا يعكس صراعا في المصالح بين إيران وروسيا، مشيرا إلى أن الكثير من العناصر والقيادت التي شاركت في التسوية باتت في خدمة موسكو.
وبالمقابل يقوم مسلحون مجهولون باستهداف عناصر وقيادات جيش النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها.
وأشار المرصد إلى أن روسيا وفي إطار سعيها لفض الشراكة مع الإيرانيين تسعى إلى كسب السيطرة المطلقة على درعا، بينما تواصل إيران عمليات التجنيد لصالحها مستخدمة السخاء المادي ليبلغ تعداد المتطوعين في صفوف الموالية لها في الجنوب السوري أكثر من 7900، فضلاً عن الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، والتي تعرف بولائها لإيران والتي تشكل رأس الحربة في الصراع مع الفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا.
وكان الصراع بين روسيا وإيران على مناطق النفوذ في الجنوب السوري قد بدأ عقب اتفاقيات التسوية قبل بضعة أعوام عندما وافقت فصائل المعارضة على تسليم مناطق سيطرتها في درعا إلى النظام، مقابل تسوية أوضاع عناصرها، وذهاب من يرفض التسوية إلى منطقة إدلب شمالي البلاد.
و كان موقع "تجمع أحرار حوران" المعارض قد أورد المزيد من التفاصيل بشأن اغتيال قادة المعارضة السابقين.
وأوضح التجمع في بيان له الرواية نفسها، مشيرا إلى بعض التفاصيل الإضافية، وهي أن مسلحين طاردوا سيارة أدهم الأكراد ورفاقه بسيارة نوع "فان" الوقود أثناء توجههم إلى العاصمة دمشق ثم باشروا بإطلاق النار علي سيارة "الأكراد" حتى قضى جميع من فيها.
وأشار التجمع إلى الأكراد متجهاً نحو العاصمة دمشق للمطالبة بجثامين قتلى "الجيش الحر"الذين قضوا في معركة الكتيبة المهجورة في ريف درعا الأوسط قبل عدة أعوام.
من جانبه لفت موقع "أورينت نت" المعارض إلى الأصابع الاتهام في عملية قتل "الأكراد" وبقية القياديين يقف وراءها شعبة الأمن السياسي اللو وفرع الأمن العسكري التابعين لجيش النظام السوري، منوها إلى أن أدهم قد هدد بإشعال المظاهرات ضد النظام.
بالمقابل، ذكر موقع صحيفة "جسر " المعارض أن أدهم الأكراد كان قد اتهم من قبل العديد من الناشطين والفصائل التي رفضت اتفاق التسوية بأنه أحد "عرابي المصالحات" في درعا ليرد عليهم: "لست عرابًا للمصالحات ولو كنت كذلك لما استهدفوني، نحن ثوار من مدينة مهد الثورة، خضعنا للتسويات وفق ضغط دولي ولم نتخلَّ عن قضيتنا".