صلاة عن راحة نفس مارك مسلّم في مستشفى الروم... نعمة للراحل: كنت مثالًا للشاب المثابر والخلوق

اجتمعت أسرة مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) للصلاة عن راحة نفس الطبيب المقيم مارك مسلّم الذي توفي منذ فترة وجيزة جرّاء إصابته بمرض نادر.
بدأ اللقاء بصلاة وتخلله تراتيل أنشدتها ماريان علوان ورافقتها فيها ترايسي كرم على البيانو، وعزف على القيثارة لكل من كيفين جاموس ولواء عبد الخالق.
نعمة
وتحدث المدير الطبي للمستشفى الدكتور إسكندر نعمة الذي تمنى لو أنه أتيح له إلقاء هذه الكلمة الأسبوع المقبل بمناسبة تخريج مارك مع زملائه الأطباء المقيمين في المستشفى من كلية الطب، ومغادرتهم المستشفى بعدها، لينطلقوا إلى مرحلة التخصّص وسبر غور عالم الطب على الملأ.
وأكد نعمة أن الأطباء المقيمين في المستشفى سيبقون فردًا من العائلة حتى بعد مغادرتهم لها، "لأن كل واحد منكم ساهم في إعلاء شأن المستشفى على طريقته، وتشارك معنا الأفراح والأحزان، لاسيما بعد الانفجار الكارثي الذي دمّر أكثر من 85% من المستشفى. وقد أبديتم حينها كامل الشجاعة والحماسة في إنقاذ المصابين مع زملائكم الأطباء، على الرغم من إصابة العديد منكم. وكذلك ساهمتم بشكل كبير في حد انتشار جائحة كورونا، من خلال عملية التلقيح التي قمتم بها لأكبر عدد ممكن من الأفراد، ما أدى بالتالي إلى خفض نسبة الإصابات والحاجة للدخول إلى المستشفى".
وتوجّه إلى الراحل مارك بالقول: "عندما نودعكم أثناء تخرّجكم نشعر بالغصّة، وكيف بالأحرى اليوم، نلتقي مع زملائك للصلاة عن راحة نفسك. وكم هو صعب أن نودّعك قبل كم يوم من تخرّجك. دكتور مارك لقد رحلت على غفلة تاركًا وراءك كومة من الحزن الذي يدمي القلوب. كنت الشاب المثابر والخلوق والمعطاء، وكل من عرفك يثني على مزاياك، كونك لم تكن فقط طالبًا ناجحًا في الطب، إنما فردًا مسؤولًا في مجتمعه، من خلال اهتمامك بفوج الكشافة في بلدتك رشعين، ومساعدتك الدائمة للغير، وتمتعك بمواهب كثيرة تجلب الفرح إلى القلوب ومنها حبك للموسيقى. روحك الجميلة سترافقنا دومًا لأن الأشخاص المميزين مثلك أينما رحلوا يتركون عطرًا عابقًا في هذا الكون".
فنيانوس
أما كلمة الأطباء المقيمين في المستشفى فألقاها إيلي فنيانوس أعرب فيها عن صعوبة التحدث في وداع زميل مثل مارك، الذي يكن له الكل مشاعر الحب والتقدير، مثمنًا له شغفه في عمله وتوقه الدائم لاكتساب معارف جديدة. وقال: "من منّا لا يعرف مارك المبدع والمميّز، والرسّام، والشاعر، والفنان. مارك الإنسان الذي نسي نفسه وهبّ لمساعدة الناس في انفجار 4 آب. هكذا عرفناك وهكذا سنظل نتذكرك. لن نبكيك، بل سنبتسم عندما نستذكرك، لأنك كنت تزرع البسمة دائمًا على وجوه المرضى والأطباء والممرضين ورفاقك وكل من عرفك".
أيوب وغريّب
وفي الختام كانت كلمة للطلاب المتخرجين من كلية الطب، دفعة 2021، ألقاها كل من جورج أيوب وتالا غريّب، أعربوا فيها عن حزنهم الشديد لفقدانهم زميل عزيز لم ينكفئ يومًا عن نشر الروح الإيجابية والفرح بين أوساط زملائه، مؤكدين في ختام كلمتهم: "مارك، صحيح أنه قد سُلبنا سنوات كان من الممكن أن نقضيها معك، لكننا على يقين أن طاقتك الفريدة وإيجابيتك المتميزة ستوجهنا في كل خطوة نقوم به إلى حين أن نلتقي مرة أخرى. نعدك بأن نجعلك فخورًا وسنكرّس لك كل خطوة في حياتنا المهنية".