صمود هش لوقف النار بين إيران وإسرائيل... وواشنطن تأمل في سلام طويل ‏الأمد

بدا أن وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين إيران ‏وإسرائيل صامد اليوم الأربعاء، بعد يوم من إشارة البلدين إلى انتهاء حربهما ‏الجوية على الأقل في الوقت الراهن.

وأعلن كل طرف منهما أمس الثلاثاء الانتصار في الحرب التي استمرت 12 يوما ‏وشاركت فيها الولايات المتحدة بضربات جوية دعما لإسرائيل لتدمير منشآت ‏تخصيب اليورانيوم الإيرانية.‏

وقال مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في وقت متأخر من أمس ‏الثلاثاء إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران "واعدة" وإن واشنطن تأمل في ‏التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد.‏

وأضاف في مقابلة مع "فوكس نيوز": "نحن نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس ‏فقط بشكل مباشر ولكن أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل في ‏أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران".‏

وأضاف "علينا الآن أن نجلس مع الإيرانيين ونتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا ‏واثق للغاية من أننا سنحقق ذلك".‏

وأعلن ترامب مطلع الأسبوع أن قاذفات أميركية "قضت" على برنامج إيران ‏لتطوير أسلحة نووية. وتقول إيران إن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم هي للأغراض ‏المدنية فقط.‏

لكن يبدو أن ما قاله ترامب يتناقض مع تقرير أولي صادر عن أحد أجهزة ‏المخابرات التابعة لإدارته، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة.‏

وقال أحد المصادر إنه لم يتم التخلص من مخزونات إيران من اليورانيوم ‏المخصب، وإن البرنامج النووي الإيراني، وجزء كبير منه في أعماق الأرض، ‏ربما يكون قد تراجع لشهر أو شهرين فقط.‏

وعلّق البيت الأبيض بالقول إن التقييم المخابراتي "خاطئ تماما".‏

وذكر أحد المصادر المطلعة على ما خلص إليه التقييم، الذي أعدته وكالة مخابرات ‏الدفاع، أن الضربات أغلقت مداخل اثنتين من المنشآت، لكنها لم تهدم المباني ‏الموجودة تحت الأرض.‏

ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر مطلع على التقرير، لم تذكر اسمه، أن بعض ‏أجهزة الطرد المركزي ظلت سليمة.‏

وأبلغت إدارة ترامب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء بأن الضربات ‏التي نفذتها مطلع الأسبوع قد "قلصت" البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يقل عن ‏تأكيد ترامب بأن المنشآت قد "تم محوها".‏

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء إن الهجوم أزال ‏التهديد النووي ضد إسرائيل وإنه عازم على إحباط أي محاولة من جانب طهران ‏لإحياء برنامجها للأسلحة.‏

وقال "لقد أزلنا تهديدين وجوديين مباشرين لنا: التهديد بالإبادة النووية والتهديد ‏بالإبادة بواسطة 20 ألف صاروخ باليستي".‏

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان القول إن بلاده ‏أنهت الحرب "بنصر عظيم".‏

كما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بزشكيان قوله لولي العهد السعودي ‏الأمير محمد بن سلمان أن طهران مستعدة لحل الخلافات مع الولايات المتحدة.‏

وأطلقت إسرائيل حربا جوية مفاجئة في 13 يونيو/حزيران مستهدفة المنشآت ‏النووية الإيرانية وقتلت كبار القادة العسكريين، في أسوأ ضربة للجمهورية ‏الإسلامية منذ حرب الثمانينيات مع العراق.‏

وردّت إيران، التي تنفي السعي لصنع أسلحة نووية، بإطلاق موجات من الصواريخ ‏على مدن ومواقع عسكرية إسرائيلية.‏

وذكرت وكالة "نور نيوز" التابعة للدولة اليوم الأربعاء أن إيران اعتقلت 700 ‏شخص متهمين بالارتباط بإسرائيل خلال الصراع الذي استمر 12 يوما. وذكرت ‏وكالة "ميزان" للأنباء التابعة للسلطة القضائية أن إيران أعدمت ثلاثة أشخاص ‏اليوم الأربعاء أدينوا بالتخابر لصالح إسرائيل وتهريب معدات استُخدمت في اغتيال ‏شخصية لم يتم الكشف عنها.‏

رفع القيود
أعلن الجيش رفع القيود المفروضة على الأنشطة في أنحاء إسرائيل بداية من ‏الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي أمس الثلاثاء (1700 بتوقيت غرينتش). ‏وأعلنت سلطة مطارات إسرائيل أن مطار بن غوريون عاد إلى العمل. وذكر موقع ‏‏"نور نيوز" أن المجال الجوي الإيراني سيعاد فتحه.‏‎ ‎

وسجّلت أسعار النفط صعودا طفيفا اليوم الأربعاء لتتنفس الصعداء بعد الخسائر ‏الكبيرة التي منيت بها خلال الجلستين السابقتين، وسط تقييم المستثمرين لاستقرار ‏وقف إطلاق النار وتبدد المخاوف من إقدام إيران على غلق مضيق هرمز.‏

وبدا وقف إطلاق النار هشا من بدايته، فقد استغرقت كل من إسرائيل وإيران ‏ساعات للإقرار بقبول وقف إطلاق النار، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكه.‏

ووبّخ ترامب الطرفين ولكنه وجه انتقادا بشكل خاص لحليفة الولايات المتحدة ‏الوثيقة إسرائيل قائلا "اهدئي الآن". وقال في وقت لاحق إن إسرائيل أوقفت ‏الهجمات بإيعاز منه.‏

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أبلغ نظيره الأميركي بيت ‏هيغسيث بأن بلاده ستلتزم بوقف إطلاق النار ما لم تنتهكه إيران. وذكرت وسائل ‏إعلام إيرانية أن بزشكيان قال بالمثل إن إيران ستلتزم بوقف إطلاق النار ما دامت ‏إسرائيل ملتزمة به.‏

في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن "فصلا مهما" من ‏الصراع قد انتهى لكن الحملة على إيران لم تنته بعد. وأضاف أن الجيش سيعيد ‏تركيزه على حربه ضد مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ‏المدعومة من إيران في غزة.‏

وأفادت السلطات الإيرانية بأن 610 أشخاص قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية ‏وأصيب 4746. وأدى القصف الإيراني على إسرائيل إلى مقتل 28 شخصا، وهي ‏المرة الأولى التي تخترَق فيها دفاعات إسرائيل الجوية بأعداد كبيرة من الصواريخ ‏الإيرانية.‏