ضوء أميركي على حزب الله والقرض الحَسَن بعد غياب فهل بدأ الـ chapitre 2؟

لو كان لبنان في وضع آخر، غير مُحاصَر لأسباب باتت معروفة. ولو أنه قطع شوطاً مهمّاً في إطار ضبط حدوده، ووقف التهريب، والسيطرة على قراره السياسي والعسكري والأمني منذ مدّة، رغم الحصار، لكنّا نظرنا الى العقوبات الأميركية الأخيرة التي فُرِضَت على أفراد لهم صِلَة بـ "حزب الله"، على أنها شبه بداية لعودة أميركية الى الملفّ اللبناني، ستجد ترجمتها أكثر خلال المرحلة القادمة.

ولكن بما أن لا إيجابيّات لبنانية على الصُّعُد السابق ذكرها، يتركّز اهتمام بعض المراقبين بالعقوبات الأميركية الأخيرة، على ما يُمكن تسميته، بَدْء الـ Chapitre 2 من التفاوُض النووي مع إيران. 

طريق مسدود

فرغم الإيجابيات التي ترشح عن الروس، ذكرت وسائل إعلام إيرانية مؤخّراً أن محادثات فيينا وصلت الى طريق مسدود، بعد رفض الولايات المتّحدة الأميركية رفع العقوبات عن 500 إسم وكيان، بما يمنع طهران من تطبيع علاقاتها التجارية مع دول العالم. ويأتي النّعي الإيراني هذا، لمسار فيينا، على وقع فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) عقوبات على سبعة أفراد على صِلَة بـ "حزب الله"، وبموسّسة "القرض الحَسَن". 

أقوى ممثّل

فهل يرتبط الفصل الثاني من التفاوُض في فيينا، ببَدْء الحديث عن الأذرع الإيرانيّة، وعلى رأسها "حزب الله" في لبنان، الذي هو أقوى وأهمّ ممثّل خارجي لطهران؟

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد من جهته أن التهديد الذي يشكّله "الحزب" على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ومصالحها في الشرق الأوسط والعالم، يدعو البلدان في جميع أنحاء العالم الى اتّخاذ خطوات لتقييد أنشطته وتعطيل شبكات التيسير الخاصّة به، معتبراً أن مؤسّسة "القرض الحَسَن" تمكّن "الحزب" من بناء قاعدة دعم خاصّة به، وتعرّض استقرار الدولة اللبنانية للخطر. 

الأصعَب؟

فهل بلغنا الـ Chapitre 2 من كتاب فيينا النووي، وذلك رغم أن لا اتّفاق جديّاً بَعْد في الـ Chapitre 1 النووي، حول نقاط حسّاسة كثيرة تتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني؟ وهل يكون الفصل الجديد، الأصعَب، إذ يضع الشّرط الثاني من الشّروط الأميركية لإبرام اتّفاق مع إيران، على الطاولة، وهو أذرعها، بما يتزامن مع فتح الأعيُن على القدرات الصاروخيّة الإيرانية في المنطقة، من خلال التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية حالياً؟ 

النّظام نفسه

وضع مصدر مُواكِب للملف اللبناني في الخارج، العقوبات الأميركية الأخيرة على سبعة أفراد على صِلَة بـ "حزب الله"، والإضاءة الأميركية على مؤسّسة "القرض الحَسَن" في الوقت الرّاهن، ضمن إطار "رسالة أميركية حول أن تسخين أو تبريد مسار العقوبات على الأذرُع الإيرانيّة، لا يرتبط بالمفاوضات النووية التي تحصل في فيينا".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "التركيز على "حزب الله" في الوقت الرّاهن، هو تركيز على إيران، ومساومة على وجود النّظام الإيراني بذاته". 

داخل المجتمع

وشدّد المصدر على أن "حزب الله" هو الجوهر الأصلي، والقماشة الأساسية لثوب الأمبراطورية الإيرانية في الشرق الأوسط، وفي سلوكياتها، وعلاقاتها مع العالم. وأي عقوبات تطاله، ترتبط بهذا الإطار الواسع".

وختم:"يشكّل "الحزب" أداة العمل الإيرانيّة، في المستعمرة الأساسيّة بالنّسبة الى طهران في المنطقة، وهي لبنان، حيث القوّة والتغَلْغُل والتّأثير الإيراني على مستويات عدّة. والأهمّ، هو البُعْد الإجتماعي لتلك الأداة في لبنان، والتي تمنح طهران تأثيراً أكبر في البيئة اللبنانية، وداخل المجتمع اللبناني".