طالع على بالي شوف البحر... حقّق ابن بيصور أمنيته ورحل

طلب الذهاب الى البحر والتمتع برؤيته، ركض على الشاطئ جمع الحصى، فرح قبل ان يغافله الموت بدقائق ويخطفه بحادث صدم مرّوع... رحل ابن بيصور جنيد العريضي على مرأى من والدته وشقيقه اللذين كانا برفقته.

لحظات الكارثة

 عند الساعة الثانية من بعد منتصف ليل أمس حلّت الكارثة على عائلة العريضي وبحسب ما شرحته شقيقة الضحية خلود لـ"النهار"، "في ذلك اليوم قدم جنيد للنوم مع والدتي لكونه يسكن في منزل جدتي للاهتمام بها، وبما ان شقيقي الاخر كان قد استأجر سيارة، طلب منه جنيد ان يصطحبه الى البحر، حيث قال له "طالع على بالي شوف البحر"، واضافت: "بالفعل توجّها ووالدتي الى شاطئ خلدة، لعب جنيد قبل الرحلة الابدية، اذ بعد ان همّوا للعودة وقع حادث سير على الاوتوستراد، ما دفع شقيقي وهو عسكري في الجيش الى ركن السيارة لطلب الاسعاف، فترجّل جنيد منها وبدأ يمشي على الرصيف، طلب منه اخي ان يعاود الصعود الى المركبة واذ بسيارة مارة في المكان تفقد السيطرة نتيجة الزيت المتسرب من الحادث الاول لتصعد على الرصيف وتصدم جنيد".

نهاية الأمل

نقلت سيارة الاسعاف جنيد (12 سنة) الى مستشفى بشامون، حيث اجريت له الاسعافات الاولية، الا انه كان بحاجة الى مستشفى تخصصي لكون الضربة ادت الى اضرار جسيمة في القسم السفلي من جسده اضافة الى نزيف في رأسه، ولفتت خلود الى انه "خلال 10 ساعات ومستشفى بشامون يتواصل مع عدد من المستشفيات لاستقباله من دون ان يلقى طلبها آذانا صاغية، وبعد تدخل وساطة نقل الى مستشفى الجعيتاوي ليعلن الاطباء بعد نصف ساعة من وصوله مفارقته الحياة"، مشددة على اننا "نعيش في دولة فاسدة لا يمكنها تأمين سرير لمصاب في أمس الحاجة اليه، ففي خلال العشر ساعات التي امضيناها بانتظار نقل جنيد انتهى املي بهذا البلد".

جرح عميق

"كان جنيد يشعرنا انه اكبر من عمره الحقيقي، في كل المآتم كان يحضر لتوزيع الماء، كان يقول لوالدته لا تهتمي لشيء في الحياة سأكون سندك الذي لن يتخلى عنك يوماً، سأعمل كل ما في وسعي لأسعدك" قالت خلود، مضيفة: "كان يصنع وشاحات من الصوف، وقبل ايام احضر لي واحداً قائلاً لي: "هذا آخر وشاح أصنعه، كان ذلك بعد يوم من تاريخ مولده، كما أطلعني انه يخشى الرسوب، حيث كان تلميذا في مدرسة بيصور في الصف الخامس ابتدائي، وذلك بسبب صعوبة دروس "الاونلاين" وان يؤدي ذلك الى غضب والدي منه، الا انه رحل قبل ان يعلم نتيجته، رحل تاركا لنا جرحاً غائراً".