المصدر: صوت بيروت انترناشونال
الكاتب: لينا الحصري زيلع
الأربعاء 11 أيلول 2024 12:07:19
مع استمرار المواجهات العسكرية في جنوب لبنان والتي تبقى من الأولويات في اليوميات اللبنانية، عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة مجددا من خلال الاجتماع الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي، بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لو دريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا بحضور السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، هذا الاجتماع الذي لا تزال نتائجه طي الكتمان رغم وصفه من قبل مصادر مطلعة بانه كان إيجابيا، جاء بالتزامن أيضا مع الإعلان عن اجتماع سيعقد في ١٤ الشهر الجاري لسفراء اللجنة الخماسية في دارة السفير البخاري حسب المعلومات المتداولة، ومن المتوقع أن يشكل هذا الاجتماع خطوة جديدة من قبل اللجنة للانطلاق بلقاءات واتصالات في الاتجاهات كافة، من اجل إعادة تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي، حيث لم يعد من المقبول إبقاؤه معلقا وسط التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وتعتبر مصادر ديبلوماسية عبر “صوت بيروت إنترناشونال” أن حركة اللجنة الخماسية المرتقبة تجاه ملف الاستحقاق الرئاسي ليست مستجدة، باعتبار أن اللجنة تشدد منذ اليوم الأول للشغور الرئاسي على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، يمثل مدخلا أساسيا لتصويب الخلل الدستوري المؤسساتي، خصوصا أن هناك حرصا دوليا وعربيا على أهمية وضرورة تسيير انتظام عمل المؤسسات اللبنانية، وتعزيز الاستقرار لإعادة عجلة الازدهار مجددا إلى لبنان.
ولكن في المقابل، لا تبدي المصادر تفاؤلا كبيرا حيال إمكانية حدوث أي خرق في جدار الفراغ الرئاسي، طالما المواقف اللبنانية الداخلية لم تتبدل وهي لا زالت على حالها من انقسام حاد بين القوى السياسية، بحيث لا يزال كل فريق متمترس وراء مواقفه، خصوصا فيما يتعلق بموضوع الحوار كممر إلزامي لانتخاب رئيس حسب ما يؤكد عليه رئيس مجلس النواب وفريق الممانعة من جهة، في مقابل رفض فريق المعارضة أي خطوة لا ينص عليها الدستور من جهة أخرى.
ولكن بحسب المصادر، فان المجموعة الخماسية لا سيما فرنسا والمملكة العربية السعودية تحاولان العمل قدر المستطاع على تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية للتوصل لانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك استباقا لأي تفاهم قد يتم الوصول إليه لحرب غزة، على الرغم من أن المفاوضات لا زالت تراوح مكانها، ولكن من باب التحضير لما يمكن ان ينتج عن هذه المفاوضات في حال نجحت من بحث في ملفات المنطقة العالقة ومنها الملف اللبناني، بحيث يجب أن يكون لبنان جاهزا لليوم التالي للحرب ، باعتبار ان أي تسوية يجب ان تحصل تحتاج الى وجود رئيس للجمهورية.
وتعود المصادر لتذكر بان دول المجموعة الخمس لديها مقاربة واحدة لملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني، كما ان هناك تنسيق فيما بينها لمساعدة لبنان على حل الملف، وتجدد المصادر تأكيدها على موقف المجموعة الخماسية والذي لا يزال هو نفسه، بعدم تبني أي مرشح او التدخل في طرح أي اسم، ولكنها لا تخفي في الوقت ذاته دور إيران المباشر في عملية الحل في لبنان كونها لديها تأثير على الساحة اللبنانية.
وفي إطار متصل بتطورات المنطقة وانعكاساتها على الوضع اللبناني بشكل عام، يجري الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل محادثات اليوم مع المسؤولين اللبنانيين، حيث سيتطرق في مباحثاته أيضا إلى الملف الرئاسي وأهمية إنهاء الشغور في اقرب وقت.
ولكن في المحصلة، فانه مهما اشتد الحراك داخليا كان أو خارجيا، سيبقى يدور في حلقة مفرغة طالما أن لا نية حقيقية داخليا بعد بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، أما خارجيا فيبدو أن الوقت لم يحن بعد بالدفع لإتمام هذا الاستحقاق من خلال الضغط المطلوب جديا، لذلك فان مستقبل لبنان لا يزال مجهولا، بانتظار ما يمكن أن تؤول إليه تطورات الأوضاع إقليميا ودوليا على مشارف استحقاقات هامة ينتظرها العالم خلال الأيام والأشهر المقبلة.