طرابلس في اختبار أمني صعب… من يجرّ المدينة الى الفلتان؟

امس الاول حصل اشكال فردي في ابي سمراء، تطور الى اطلاق رصاص من بضعة شبان مسلحين باتجاه مكتب حركة التوحيد، الا ان التدخل السريع لوحدات الجيش اللبناني التي انتشرت في المنطقة، أخمدت المشكلة في مهدها، الى جانب مساعي القيادات والوجهاء التي منعت اي ذيول للمشكلة، خاصة في الظروف الحالية التي تبعث على القلق لدى معظم اللبنانيين.

حادثة ابي سمراء، لدى حصولها، اثارت مكامن الخوف في مدينة طرابلس مع جملة تساؤلات حول واقع المدينة وما تشهده يوميا من اشكاليات امنية يتخللها اطلاق رصاص عشوائي، مع استمرار عمليات نشل وسلب وسرقات، الامر الذي يشير الى ان التفلت الامني لا يزال يسود بعض شوارع المدينة وأحيائها، رغم ان القوى الامنية مستنفرة وتواصل جهودها في ضبط الامن عاملة على بسط الاستقرار والامان في مختلف انحاء المدينة وضواحيها.

بعض الاوساط الطرابلسية، اعربت عن اعتقادها ان اطلاق الرصاص باتجاه مكتب حركة التوحيد، لم يكن سوى انذار بان الامن غير مستتب بالمدينة وان اي مجموعة او جهة ما تستطيع اللجوء الى السلاح لفض اي نزاع او خلاف دلالة على هشاشة الواقع السائد بالمدينة، وبخاصة ان الاهالي في محيط مكتب التوحيد والشارع سادهم قلق من توسع المشكلة الى ما لا تحمد عقباه، متسائلين عما اذا كانت الحادثة "بنت وقتها" بريئة او مفتعلة، غير ان العقلاء سارعوا الى ضبط الوضع والحزم مع الحسم كيلا تكون هناك فرصة لطابور خامس قد يستغل الثغرة الامنية.

فالاشكاليات الامنية التي تقع في انحاء المدينة بعضها فردي، والبعض الآخر صراع نفوذ او عائلي، وغالبا ان معظم الشبان في تلك الاشكاليات يلجؤون الى استعمال السلاح المنتشر بكثافة غير مسبوقة بين ايادي الشباب، خاصة منذ سقوط النظام السوري، والذي على اثره تدفقت كميات هائلة من السلاح المختلف وجرى بيعها باسعار منخفضة جدا، وقد شهدت ولا تزال، المدينة اشكاليات اخرى في القبة والتبانة وبخاصة في الاسواق الداخلية التي كانت مسرحا لما يشبه الفيلم الهوليودي، مطاردات بالسلاح في سوق الذهب، كادت ان تؤدي الى مجزرة في سوق مزدحم، حيث تدافع رواد السوق فارين بمختلف الاتجاهات.

وفي الوقت الذي تبدي فيه الاوساط الطرابلسية ارتياحا حيث تشاهد دوريات الجيش اللبناني وحواجزه، ودوريات قوى الامن الداخلي وحواجزها والاجهزة الامنية، وتمنح المواطنين شيئا من الاطمئنان، الا ان ما تراه الاوساط هو ان تكون الدوريات متواصلة خاصة في المناطق الاكثر عرضة للتفلت والفوضى، وملاحقة المطلوبين، لا سيما ان الذين يلجؤون الى السلاح وإشاعة الفوضى والمس بهيبة الدولة معروفون بالاسم والمكان.

واكثر ما يخشاه الطرابلسيون، هو ان تسيء الممارسات النشاز الى مسار النهوض والاجواء التي بدأت تشهدها المدينة من انشطة ثقافية وفنية واقتصادية واجتماعية بدأت تجذب ابناء المناطق اللبنانية كافة والسياح.

وترسم الاوساط علامات استفهام عما اذا كان هناك من يقف خلف هذه الاشكاليات لتشويه وجه المدينة، ام هي مجرد اشكاليات فردية ؟...

في المحصلة، ان طرابلس واهلها يحتاجون الى المزيد من خطوات ضبط الامن لاشاعة الاستقرار واعادة الثقة والامان والاطمئنان الى مجمل الساحة الطرابلسية وضواحيها، وكي تمتد لتشمل الشمال كله.