طرح عون التفاوض عند بري.. وسلام في صيدا في زيارة إنمائية

مع عودة الرئيس نواف سلام الى بيروت، بعد زيارة الى باريس استمرت أربعة ايام، اجرى خلالها حسب بعض المعلومات «اتصالات مع مسؤولين فرنسيين واميركيين وسعوديين وعرب»، بعيداً عن الاعلام. تستأنف الحركة السياسية بزخم، مع الاشارات الدولية بأن لبنان ليس خارج الاهتمام العربي والدولي، وإن كان لم يُدْعَ او يشارك في قمة شرم الشيخ المخصصة للسلام في غزة، ومنها الى الشرق الاوسط.
 ويزور الرئيس سلام صباح غدا الخميس صيدا، عاصمة الجنوب، في زيارة إنمائية للوقوف على مشاريع المدينة الحيوية وما تحضره الحكومة لصيدا. وسيجول رئيس الحكومة على المستشفيين الحكومي والتركي ويتفقد مرفأ صيدا وسيعقد اجتماعاً في دار البلدية قبل أن يلبي دعوة الغذاء في مدرسة المقاصد الإسلامية.
وفي الاطار التفاوضي، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان موقف رئيس الجمهورية الأخير لجهة تأكيده ان لا يمكن للبنان ان يكون خارج مسار تسويات الأزمات القائم في المنطقة يتفاعل واشارت الى ان هذا الموقف المتقدم له يقرأ من حيث المصلحة العامة لاسيما انه يشدد على أهمية ان يكون لبنان ضمن مسار تسوية الأزمات. وقالت ان الرئيس عون لم يحدد موعدا للتفاوض انما تحدث عن تفاوض اسرائيل مع حركة حماس لأنه لم يعد لها خيار اخر بعدما جربت الحرب والدمار. 
وأفادت المصادر ان رئيس الجمهورية كان واضحا في الإشارة الى ضرورة وقف اسرائيل عملياتها العسكرية وبدء مسار التفاوض، معتبرة ان خيار التفاوض جدي انما لا بد من قيام خطوات تمهد له كما ان هناك وسيطا وهو الولايات المتحدة الأميركية التي تقدر توقيت الحوار وهو ما سيتظهر في وقت لاحق دون اغفال تأكيد الرئيس عون على دورها في موضوع ترسيم الحدود البحرية.
ما زال لبنان يرقب بقلق الساعات التي تلت بدء تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة المحتل، والذي خرقته قوات الاحتلال امس بقصف العديد من مناطق القطاع حيث ارتقى نحو عشرة شهداء وسقط عدد من الجرحى، فكيق يمكن الركون الى اي اتفاق جديد بين لبنان والكيان الاسرائيلي ولو رعته الادارة الاميركية كما رعت اتفاق غزة وقبله اتفاق وقف الاعمال العدائية في الجنوب الذي بقي حبراً على ورق بالنسبة للعدو؟ فيما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية انه: «يسود بين اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم شعورٌ بالإحباط من انتهاء الحرب في غزة دون الوفاء بالوعد بتفكيك حماس».
ومع ذلك قالت مصادر رسمية لـ «اللواء» اننا لا بد ان ننتظر المراحل والتطورات المقبلة لنبني على الوقائع لا التحليلات والتكهنات، وبخاصة بعد دخول العرب طرفا اساسيا في اتفاق غزة والبدء بالتحضيرلإعادة الاعمار لكن لم يُعرف على اي اساس سياسي وامني واقتصادي. بينما لم يظهر اي خبر اومعلومة حول ما تردد عن زيارة للموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، ربما بإنتظار وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى اللبناني الاصل، ليتبينما يحمل من توجهات ومهمات وقرارات. 
لكن سجلت متابعة دولية لمرحلة ما بعد اتفاق غزة تمثلت في تجديد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في رسالة وجهها الى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تصميمه على «تنظيم مؤتمرين لدعم لبنان قبل نهاية السنة الجارية، الأول لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، والمؤتمر الثاني لنهوض لبنان وإعادة الاعمار فيه». 
وشدد الرئيس ماكرون في رسالته على «الصداقة التي تجمع بين البلدين الصديقين»، مؤكدا «استمرار دعم فرنسا للبنان في المجالات كافة»، معربا عن سعادته «للقرار الذي اتخذه مجلس الامن بالتجديد للقوات الدولية العاملة في لبنان «اليونيفيل»، وقال: «أحيي بالمناسبة القرارات الشجاعة التي اتخذتها لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية اللبنانية». 
واوفد الرئيس عون امس، مستشاره العميد اندريه رحال الى رئيس المجلس نبيه بري للبحث في كل المستجدات. والتقى بري نائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري، حيث تم البحث في الأوضاع العامة وآخر التطورات والمستجدات السياسية، لا سيما بعد مشاركة متري في الاجتماع مع الوفد القضائي السوري.
وردّ الرئيس نبيه بري على الرسالة الاسرائيلية بقصف الآليات في مصيلح بالتأكيد ان اعادة الاعمار ليست منَّة، بل حق سيادي لا يقايض ولا يساوم عليه.
وفي سياق المتابعات الرسمية، أجرى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي اتصالا بوزير الخارجية والهجرة في جمهورية مصر العربية بدر عبد العاطي وبحث معه التطورات الأخيرة المرتبطة بوقف الحرب في غزة. 
وحسب المعلومات الرسمية «أثنى رجي على الجهود التي بُذلت في سبيل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، كما عبّر عن أمله في أن تنجح المساعي العربية والدولية في التوصل إلى اتفاقٍ دائمٍ يضمن حقن الدماء ويسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم. وبحث رجي مع نظيره المصري أيضا في العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق في مختلف المجالات».