المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لورا يمين
الجمعة 6 أيلول 2024 11:35:20
أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد عن استعداده لتقديم الدعم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حال قرر إعادة احتلال محور فيلادلفيا، الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر، إذا ما تمت الموافقة على صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
هذا التعهد أتى وسط انقسام سياسي داخل إسرائيل بشأن التعامل مع الوضع في قطاع غزة، إذ يعارض وزراء اليمين المتطرف في الحكومة، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أي حلول سياسية تشمل الانسحاب من المحاور الحدودية.
وأشار لبيد إلى أن المشكلة لا تكمن في محور فيلادلفيا، بل في سياسات بن غفير وسموتريتش، متهما نتنياهو بالرضوخ لهما في وقت سابق عندما قرر الانسحاب من رفح وممر نتساريم، والآن يتكرر الأمر نفسه مع فيلادلفيا.
وفي وقت يخشى نتنياهو تهديدات وزرائه بإسقاط الحكومة في حال قبول أي مقترح لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهذا ما يجعله يتردد في اتخاذ خطوات حاسمة، يرى لبيد أن استمرار الحرب ليس في مصلحة إسرائيل، وأن البلاد تحتاج إلى العودة للاستقرار وإعادة بناء الاقتصاد. وقد اشار الى أن مواقف نتنياهو هي مجرد أعذار لمنع تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، لافتا إلى أن مفهوم الأمن الإسرائيلي يعتمد دائما على خوض حروب قصيرة الأمد.
يمكن للاقتراح الذي تقدم به لبيد بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، أن يشكّل حبل نجاة لنتنياهو او سلّما لينزل عن شجرة التصعيد في المواقف، التي صعد عليها منذ اسابيع. فهو يخشى ابرام تسوية مع حركة حماس، مخافة سقوط حكومته عبر استقالة المتطرفين منها. لكن ما طرحه عليه لبيد، يمكن ان ينقذه من هذه المعضلة.. كيف؟
يتم ابرام صفقة ويسمح بموجبها بتحرير الرهائن الاسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وبالتالي يعوّم نتنياهو نفسه ويحقق ما يريده الشارع الاسرائيلي من جهة والقيادة العسكرية العبرية من جهة ثانية، وواشنطن والمجتمع الدولي من جهة ثالثة.
وبعد ذلك، وبعد ان يكون الرهائن تحرروا وباتوا في امان، وتحرر نتنياهو من عبئهم، يتعهد لبيد بأن يدخل الحكومة مكان المتشددين المنسحبين منها، او في اسوأ الاحوال يعطيه ضوءا اخضر للعودة الى معبر فيلادلفيا، ويؤمّن له دعما شعبيا مِن انصاره وانصار المعارضة، ليحتل هذا المعبر الحيوي مجددا. فيكون نتنياهو كسب الرهائن وكسب ايضا شرطه البقاء في فيلادلفيا، وإن كان هذا البقاء سيثير غضب المجتمع الدولي الذي يرفضه بشدة.. فهل يمكن لنتنياهو ان يقبل بهذه الصيغة؟! ام يرفض حتى فكرة الانسحاب من المعبر لبضعة اسابيع؟