طرقات لبنان.."الروحة بالايد بس الرجعة مش بالإيد" وارقام الحوادث مرشحة للارتفاع

قد لا نبالغ عندما نقول أن طرقات لبنان مقبرة لمواطنيه. يخرج السائق الى وجهته ولا يعلم ان كان سيعود الى عائلته سالمًا أم أن حادث سير تافه سينهي حياته فيصحّ عندها المثل القائل: "الروحة بالايد بس الرجعة مش بالإيد".
باتت أخبار حوادث السير حدثًا عابرًا في حياة اللبنانيين. خبر عادي لدرجة أنه لا يأخذ حيّزًا كبيرًا من الحياة اليومية إلا في الحالات النادرة عندما تكون الضحية معروفة او شخصية عامة.
والمؤسف في الموضوع ان غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الأمن الداخلي تحوّلت الى غرفة احصاء قتلى الطرقات بدلًا من التوعية من مخاطر الحوادث والتعاون مع الجهات المعنية لتحسين وضع الطرقات.
وما زاد الطين بلة، الوضع الاقتصادي المهترئ الذي أثر بشكل مباشر على صيانة الطرقات والسيارات في آن، الى جانب توقف المعاينة الميكانيكية التي سيكون لها اثر كبير على السلامة المرورية وبالتالي على حياة المواطنين.
أرقام مرعبة
كشف مؤسس "يازا" زياد عقل في حديث لـ Kataeb.org  عن أرقام مرعبة سجلت على طرقات لبنان.
فبحسب الاحصاءات الاخيرة سقط في شهر آب وحده 42 ضحية 187 جريح بـ 154 حادث سير، أما مجمل الضحايا الذين سقطوا هذا العام وحتى كتابة هذه السطور فقد بلغ 212 ضحية.
وإذ توقع عقل ارتفاع الارقام في الايام المقبلة خصوصًا بعد توقف المعاينة الميكانيكية الذي سيفاقم المشكلة، أشار الى ان الاسباب الرئيسية التي تكمن وراء حوادث السير في لبنان لم تتغيّر منذ سنوات وهي غياب صيانة الطرقات وعدم تطبيق قانون السير على الاطلاق وانتشار الفوضى والمخالفات الخطرة، مضيفًا:" ذاهبون الى مرحلة أصعب في الاشهر القادمة".
تفاصيل حادث جورج الراسي
ملف السلامة المرورية على الطرقات اللبنانية برز بقوة في الايام الاخيرة بعدما هزّ المجتمع اللبناني خبر وفاة الفنان جورج الراسي والسيدة زينة المرعبي اثر حادث سير مروّع على طريق المصنع.
وفي هذا السياق، أوضح عقل ان الحادث حصل اثر اصطدام سيارة الراسي بفاصل اسمنتي في وسط الطريق الدولي، لافتًا الى انه كان يمكن تجنب العديد من حوادث السير وسقوط القتلى على هذه النقطة من خلال اعتماد حلّ غير مكلف بالنسبة لحجم الاموال التي ذهبت هدرًا نتيجة الصفقات المشبوهة التي قام بها بعض المسؤولين اللبنانيين.
وتابع:" كان يمكن تركيب عاكسات النور، اضافة الى الانارة الذاتية التي تعتمد على الطاقة الشمسية والتي تتيح للسائق رؤية الطريق كاملا امامه".
وتقدم عقل باسمه وباسم اليازا بالتعزية من محبي الراسي والمرعبي، متمنيًا اخذ العبر من هذه المأساة إذ لا يجوز أن يغيب الحد الادنى من الانارة عن الطريق الدولية، مضيفًا:" الحاجز الاسمنتي الثابت الموجود في منتصف الطريق لا يراعي الحد الادنى من شروط السلامة المرورية وبالتالي كان يمكن تخفيف خطورة الحادث في حال كان هناك ممتص للصدمات، اشارات تحذيرية، وانارة مقبولة".
وطالب وزارة الاشغال أخذ العبر من الحادث المأساوي، مؤكدًا الاستمرار بالمطالبة بالاهتمام بالسلامة المرورية لتخفيف الكوارث المتزايدة على طرقات لبنان.