طفرات جديدة غير متوقعة في فيروس "أنفلونزا الطيور" وخطره يتصاعد

اكتشف باحثون 9 طفرات جينية من فيروس أنفلونزا الطيور لدى شخص أصيب به في ولاية تكساس. والأسوأ أن هذه السلالة التي حدثت فيها الطفرات، أظهرت قدرة متزايدة على التسبب بالمرض وتبدو أكثر قدرة على التكاثر في الدماغ ما يطرح تساؤلات عن مدى خطورته وإمكان انتشاره عالمياً، وفق تقرير ظهر أخيراً في موقع "سايتيك دايلي" Scitechdaily.

في خزعة أُخذت من مصاب بالسلالة التي تنتشر حاضراً من فيروس أنفلونزا الطيور، تعرَّف الباحثون إلى مجموعة من تسع طفرات جينية جديدة، من شأنها أن تمنح الفيروس الذي سجَّل أول وفاة في أميركا بسببه، القدرة على التسبب بحالات شديدة من الالتهابات التنفسية. وتوثّق العلماء من ذلك عبر سلسلة تجارب على فئران المختبر. وترتب على ذلك أنهم باتوا أكثر قلقاً بشأن هذه السلالة لأن تلك الطفرات حصلت بأسرع مما توقعوا، ما يعني أن الفيروس شديد القوة والخطورة.

ما الجديد في انتقاله إلى البشر؟

وفي الأساس، ينتشر فيروس "آتش 5 إن 1" H5N1 في الطيور البرية والدواجن ويسبّب وفيات بينها. وقد بدأ يحقق انتشاراً بين الثدييات للمرة الأولى في ربيع 2024. وفي بداية عام 2025، سُجّل انتشاره بين قطعان الأبقار في ولايات أميركية عدة، إضافة إلى إصابته بضع عشرات من البشر، خصوصاً من المزارعين.

وحتى اللحظة، بدت معظم الإصابات بين البشر طفيفة، وتسببت بالتهابات في العينين وأعراض خفيفة. ويضاف إلى ذلك أنه لم يحقق انتشاراً مباشراً من إنسان إلى آخر. وقد نتجت حالة الوفاة الأولى التي سُجلت في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2025، عن التعرّض للدجاج الملوّث بالفيروس.

وبالتالي، يبدو مبرراً أن يتحرك قلق لدى العلماء من الطفرات الجينية التي رصدوها في الفيروس الذي أُخِذَ من إنسان مصاب به. وينطبق وصف مماثل على الاحتمالات التي قد تترتب على تلك الطفرات لجهة انتشار العدوى بين البشر مباشرة، وتسببها بإصابات شديدة ووفيات بينهم. وقد تزايد التوجس العلمي من تلك الطفرات مع معرفة أنها غير موجودة في الأبقار التي تُصاب بالسلالة نفسها التي ضربت الحالات البشرية. وبالمعنى العلمي، يبدو أن تلك الطفرات حدثت بسبب التفاعل بين الفيروس والإنسان بشكل مباشر وحصري، ما قد يؤهل ذلك العنصر المعدي لتوسيع عدواه بين البشر، مع خطورة خاصة تتعلق بإمكانية تمتعه بالقدرة على التكاثر في الدماغ.

علاجات متوفرة وفاعلة في مواجهة الطفرات الجديدة

وكذلك أجريت دراسات على أدوية مضادة للفيروسات حائزة موافقة "وكالة الغذاء والدواء" (FDA) الأميركية للتحقق من مدى فاعليتها في مواجهة مختلف سلالات الفيروس. وجاءت النتائج إيجابية تماماً، ما يعني أن الأدوية المتوفرة في السوق بإمكانها التعامل حتى مع سلالة أنفلونزا الطيور التي حدثت فيها تلك الطفرات الجينية. وإذا حدثت جائحة، تفيد الأدوية المضادة للفيروسات في علاج الناس بانتظار صنع اللقاح المناسب. واستكمالاً، تعطي اللقاحات الموسمية للأنفلونزا حماية محدودة من فيروس الطيور.

حالياً يجري العمل على تحليل الطفرات الجينية المسؤولة عن انتشار الفيروس بين البشر وظهور حالات متقدمة أكثر قوة. ويحاول الباحثون كشف الأسباب التي تجعل الفيروس قادراً على إصابة كل هذا الكم المتنوّع من الثدييات، وكون الإصابة لدى البقر تختلف عن تلك التي لدى الهررة، وكذلك سبب انخفاض خطورة الفيروس في البقر بالمقارنة مع إصاباته في الدجاج.