المصدر: النهار
الكاتب: رضوان عقيل
الأربعاء 10 كانون الاول 2025 07:28:46
بعد مرور سنة على خسارة إيران الرئة العسكرية والسياسية التي كانت تملكها في قلب سوريا، أخذت تعيد حساباتها في الإقليم، من دون تسليمها بفقدان كل قدرات التأثير من خلال "حزب الله"، إذ تبلغ مراجعيها من واشنطن وغيرها أنه حر في اتخاذ قراراته حيال بت مصير سلاحه ورؤيته للمفاوضات مع إسرائيل.
تعرف طهران حجم الضغوط الملقاة على جسم الحزب السياسي وهيكليته التنظيمية العسكرية بعد مواجهات صعبة خاضها في سوريا، وصولا إلى مشاركاته في حرب اليمن وتلقيه ضربات قاسية في جنوب لبنان بعد قراره "إسناد غزة"، ولو أن بنيامين نتنياهو لم يستثن في مشروعه أي بقعة في الإقليم لتنفيذ مخططه.
وإذا كانت طهران تشكل العمود الفقري لـ"محور الممانعة" فإنها لا تخفي على ألسنة مسؤولين في سلم قيادتها أنهم يعيشون حالة من الإرباك نتيجة الضغوط التي يتعرضون لها، ليس أقلها في الداخل بعد "التهام" الدولار سعر التومان الإيراني، رغم أن الدولة لا تتأخر في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ويعمد الإيرانيون إلى عدم إدراج أنفسهم ضمن الذين يسلمون بخيار التسليم بما يرسمه المناوئون لهم. وتقول شخصية لبنانية على تواصل معهم إنهم يعيشون حالة من التوتر ويجتازون ظروفا صعبة وينتظرون "ترسيم" علاقاتهم مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، ويخشون في الوقت نفسه عدوانا إسرائيليا جديدا، ولو أنهم يحضرون شحنات أخرى من الصواريخ التي هزت تل أبيب وحيفا.
ويبقى "حزب الله" بالنسبة إليهم الركن الأول والمدلل في عنقود محورهم الذي مني بخسارة فادحة في سوريا واهتز في بغداد.
وكان لافتا توقيت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن القرارات الداخلية في لبنان من الإستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة "هي شأن لبناني يعود إلى الدولة اللبنانية و"حزب الله" من دون تدخل خارجي".
ولتأكيد هذا الموقف تفيد مصادر بأن السيد علي خامنئي بعث برسالة إلى الشيخ نعيم قاسم ركزت على أن قرارات الحزب متروكة لقيادته في لبنان "وهذا ما كان يتبعه مع الراحل السيد حسن نصرالله".
وتشدد القيادة في طهران على أن ما يتعلق بالحزب يعود إليه وحده في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة. ويأتي الرد على مراجعيها من غربيين ومسؤولين، "اذهبوا إلى حزب الله والجواب عنده".
وما تطبقه حيال الحزب لا تعارض اتباعه مع الحوثيين في اليمن والفصائل والكتل النيابية التي تلتقي معها في العراق، حيث تترك لهم جميعا حرية القرار تطبيقا لمقولة إن "أهل مكة أدرى بشعابها"، مع إشارة طهران إلى أنها لم تكن على علم بعملية "طوفان الأقصى" التي خاضتها "حماس" وما جرّته من ارتدادات على كل الإقليم، ولو أنها كانت محل "تبريك" عند المرشد.
ويبقى من غير المستغرب أن إيران تخشى كسر شوكة الحزب في لبنان، ولو أنها لا تعارض تعامله ببراغماتية عالية مع تطور الأحداث. وهذا هو رأي رئيس برلمانها محمد باقر قاليباف الذي يعوّل على موقع الرئيس نبيه بري.
وتشخص عينا إيران نحو العراق بعد عدم تلقيها بحذر التعميم الصادر في الجريدة الرسمية عن البنك المركزي بعنوان "تجميد أموال الإرهابيين". وثمة أسماء تدور في الفلك الإيراني، ولو أن الحكومة سارعت إلى عدم وضع "حزب الله" اللبناني في خانة الإرهاب.