المصدر: الراي الكويتية
الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 03:00:55
مع دخول «طوفان الأقصى» عامَه الثاني، ارتسم «سِباقٌ بالنار» بين استعداد إسرائيل لردٍّ على إيران سادَ انطباعٌ بأنه يُراد منه أن يكون بمثابة «7 أكتوبر معاكس» يُكْمِلُ محاولاتِ الإطباق على «حزب الله» في لبنان واجتثاث «حماس» من غزة، وبين ما بدا معاندةً من المحور الموالي لطهران للتسليم بالاستشراس الإسرائيلي لتحقيقِ «الشرق الأوسط الجديد» على أنقاضِ قوس النفوذ الإيراني المترامي.
وبدا إعلان «حماس» ومن قلب غزة المهشَّمة «نحن هنا» بصواريخ طالت تل أبيب، ولاقاها «بالستي» الحوثيين من اليمن (عطّل الملاحة لبعض الوقت في مطار بن غوريون)، بالتوازي مع رفْع «حزب الله» وتيرة استهدافاته الصاروخية وخروجه عن قاعدة تحييد منشآت المدنية (كما حصل في قصفه مدينتي حيفا وطبريا)، في سياق سعي المحور لتعزيز «خط الدفاع الهجومي» مع ملامح العدّ التنازلي للردّ الإسرائيلي على إيران، التي تجد نفسَها أمام انخراطٍ «اضطراري» متزايد في البركان المشتعل رغم محاولات واشنطن ضبْط إيقاع المواجهة بينها وبين إسرائيل تفادياً لصِدام إقليمي مروع.
ورغم حرص عربي ودولي ثابت على إعلاء أولوية الحل الدبلوماسي ووقف النار، فإنّ المؤشرات الميدانية التي لاحت أمس لم توحِ بأن المسارَ السياسي مُعبّدٌ، خصوصاً في ضوء «ترقية» رئيس الوزراء الإسرائيلي المواجهة التي يخوضها منذ 7 أكتوبر 2023 في غزة - قبل أن تنفلشَ إلى «جبهات الإسناد» وفي مقدّمتها جنوب لبنان - من حرب «السيوف الحديدية» إلى «حرب القيامة»، وليس انتهاءً بما يشبه «أمر العمليات» الذي أصدرته إيران بلسان المرشد الأعلى السيد علي خامنئي ووزير خارجيتها عباس عراقجي باستمرار جبهة لبنان والإصرار على «وحدة المسار والمصير» بينها وبين غزة.
وفي حين كان وزير خارجية فرنسا جان - نويل بارو يعلن من القدس أن الحزب «يتحمّل مسؤولية كبيرة» في اتساع نطاق الحرب في لبنان، معتبراً في الوقت نفسه أن «القوة وحدها لا يمكن أن تضمن أمن إسرائيل»، برز تحذيرُ نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من بيروت من «أن التصعيد الإسرائيلي يدفع المنطقة لهاوية حرب إقليمية»، مؤكداً أن «الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد».