المصدر: وكالة أخبار اليوم
الأربعاء 22 تموز 2020 16:21:01
هجمات صاروخيّة وجويّة عنيفة شهدتها سوريا، بعد مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العراق، فيما شدّد رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته إيران، وأمام الرئيس الإيراني حسن روحاني، على أن الشعب العراقي يتوق لعلاقات تعاون مع إيران وفق خصوصية كل بلد، ووفق مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية، وهذا أكثر من معبّر.
فضلاً عن أن انتزاع الكاظمي من مرشد "الجمهورية الإسلامية" علي خامنئي القول إن إيران لن تتدخّل في علاقات العراق مع الولايات المتّحدة الأميركية، هو أبعَد من مؤشّر، على المستوى البعيد.
مواجهة ورسالة
ولكن عناصر التسخين تبقى مرتفعة، خصوصاً أن إيران مصرّة على الإنتقام لمقتل قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثّوري" قاسم سليماني، وهو ما برز على لسان خامنئي أمام الكاظمي، الذي حاول (خامنئي) بكلامه إحراج رئيس الوزراء العراقي، بطريقة سلِسَة، عبر قوله إن إيران ستوجّه ضربة إنتقامية لأميركا ردّاً على قتلها سليماني.
وبموازاة ذلك، تتّجه الأنظار الى الرسالة التي نقلها ظريف الى الروس، وتأكيده من موسكو وضع اللّمسات الأخيرة على اتفاق تعاون استراتيجي شامل وطويل الأمَد مع روسيا.
وأكدت معلومات روسية أن المباحثات مع ظريف تمحورت حول وضع خطة عمل شاملة بشأن "البرنامج النووي" الإيراني، كما حول الملف السوري.
انهمرت الصواريخ على دمشق بعد مغادرة ظريف بغداد. فهل تبدأ الغارات الجويّة بقصف العُمق الإيراني، بعد بدء تنفيذ بنود ما ورد في الرسالة الإيرانية الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟
تصعيد ووساطة
رأى النائب السابق عماد الحوت أنه "بين انتظار انتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وحَسْم الخيار باتّجاه مفاوضات تؤدّي الى تسوية بين الطرفَيْن الأميركي والإيراني، توجد عملية شدّ حبال بين الجانبَيْن ليضغط كل واحد منهما على الآخر، من خلالها".
وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأميركيين يضغطون في الاتّجاه المالي والإقتصادي والحصار، على أكثر من دولة في المنطقة، فيما تجتهد طهران في التحرّك ميدانياً، من جانبها. ولكن في كلّ الأحوال، فإن توجّهَيْن أساسيَّيْن برزا في زيارة ظريف العراق، الأول هو التصعيد باتّجاه واشنطن، والثاني هو نوع من طلب وساطة أو تدخّل من قِبَل الكاظمي مع السعوديين، للتهدئة في المنطقة".
وقال:"لا بدّ من أن ننظر الى الأمرَيْن معاً حتى نتمكّن من فهم أن ما يحصل في المنطقة هو شدّ حبال، على وقع نوع من كَسْب للوقت بانتظار انتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية".
إنتقام ورسالة
وعن حديث خامنئي عن الإنتقام لمقتل سليماني، والرسالة الإيرانية لبوتين، أجاب الحوت:"ضربة اغتيال سليماني كانت قاسية جداً بالنسبة الى الإيرانيين. ولكن في نهاية الأمر، لا بدّ من إدراك أن الإدارة الإيرانية مُحرَجَة أمام جمهورها بسببها، وهي لا تستطيع إلا أن تتحدّث عن انتقام في الوقت المناسب. ولكن هل هذا الكلام هو قرار فعلي بالردّ، أو نوع من تهدئة للرأي العام، أو حتى نوع من حفظ ماء الوجه أمام الرأي العام؟ لذلك، لا خطر داهماً يُفيد بوجود تصعيد في هذا الإتجاه".
وأضاف:"من الصعب رؤية ضربات العدو الإسرائيلي في سوريا دون إدراك وجود تنسيق مُسبَق في شأنها مع الروس. من هنا، بدأ الإيرانيّون ينزعجون من هذا الأداء الروسي المتناقض ما بين العلاقة الميدانية معهم في سوريا، وبين تسهيل أو حتى تغطية ضربات العدو الإسرائيلي لهم في سوريا. ومن هنا، برز هذا التوجُّه الذي يقوم على توجيه رسالة الى الروس كنوع من المطالبة بتغيير السلوك الروسي في هذا الملف".
وختم:"لا تمتلك إيران الكثير من الأوراق في وجه الروس، تسمح لها بتهديدهم بالمعنى الحقيقي. ولكن يُمكن لطهران أن تعرقل طموحات روسية معيّنة، بشكل أو بآخر، أكثر من أي شيء آخر".