المصدر: لوريان لوجور
الكاتب: فؤاد الجميّل
الخميس 28 آب 2025 12:40:24
على الرغم من تداعيات الحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله، سجّل القطاع الزراعي اللبناني نمواً ملحوظاً عام 2024، محققاً إيرادات إجمالية بلغت 2,18 مليار دولار (+13%)، وفق التقرير السنوي الـ72 الصادر عن مركز البحوث والدراسات الزراعية في لبنان (كريال)، الذي اطّلعت عليه لوريان لو جور. ويُعدّ هذا التطور إيجابياً لقطاع لطالما عانى من التراجع منذ 2020، باستثناء عام 2022 الذي شهد قفزة استثنائية بنسبة 60% بفعل انعكاسات الحرب الأوكرانية على أسعار الحبوب.
ويُرجع مدير المركز، رياض سعاده، هذا التحسّن إلى "تحسّن الظرف العام، والطقس الملائم نسبياً، وارتفاع القيمة السوقية لبعض الزراعات مقارنة بالسنوات السابقة، رغم الإنهاك البنيوي للقطاع".
قفزة في زراعة الماريجوانا
سجّلت المنتجات النباتية ارتفاعاً لافتاً بنسبة 37,6% لتصل إلى 1,49 مليار دولار، مقابل تراجع الإنتاج الحيواني بنسبة 18,6% إلى 684 مليون دولار. وقد ساهمت في هذا النمو خصوصاً ثلاث فئات:
الفاكهة (+18,1% إلى 482,3 مليون دولار)، بفضل الارتفاع الكبير في عائدات التفاح (+40,4%) والموز (+128,5%).
الخضار والأزهار (+21,7% إلى 316,5 مليون دولار).
المزروعات غير المشروعة (+303,9% إلى 387,7 مليون دولار)، نتيجة الإقبال الكبير على الماريجوانا منذ 2022، في مقابل تراجع إنتاج الحشيش لحساب الكبتاغون الأكثر ربحية وسهولة في التصنيع.
التقرير أشار أيضاً إلى تحسّن إنتاج البطاطا (+25,9% إلى 126,7 مليون دولار)، بعد أزمة العام 2023.
انهيار في قطاع الصيد البحري وتربية النحل
في المقابل، سجّل قطاع الصيد البحري انهياراً دراماتيكياً مع تراجع قيمته بنسبة 55,6% إلى 194,7 مليون دولار، بعد أن بلغ 472 مليوناً في 2022 و350 مليوناً في 2023. وأرجع التقرير هذا التراجع إلى "الفوضى التي تسود هذا القطاع، حيث تقتصر الرقابة الرسمية على جبل لبنان، فيما تنتشر أساليب الصيد غير الشرعية مثل الديناميت في الشمال والجنوب".
كذلك شهد قطاع تربية النحل تراجعاً حاداً بنسبة 80,9% إلى 3 ملايين دولار فقط، بسبب القصف الإسرائيلي الذي خفّض عدد الخلايا من 160 ألفاً عام 2023 إلى 120 ألفاً في 2024، إضافة إلى استخدام مبيدات مهرّبة قاتلة للنحل.
أما إنتاج الحليب واللحوم (باستثناء الدواجن) فقد بقي عند مستويات 2023 تقريباً (62 مليون دولار و34,6 مليون دولار على التوالي).
الدواجن… قصة نجاح وحيدة
القطاع الوحيد الذي واصل أداءه الإيجابي هو الدواجن، إذ ارتفعت عائداته بنسبة 13,8% إلى 429,2 مليون دولار. ويعزو سعاده هذا النجاح إلى "إدارة حكيمة ومرنة، وسيطرة متكاملة على سلسلة القيمة، واعتماد التكنولوجيا الحديثة"، معتبراً أن هذه التجربة تبرهن أن النجاح ممكن عندما تتكامل عناصر الإنتاج والتسويق.
2025 عام "كارثي"
رغم هذا التحسّن الظرفي، يحذّر سعاده من مستقبل قاتم: "العام 2025 سيكون كارثياً على كل المستويات، بسبب الأسعار المتدنية التي تدفع بعض المزارعين إلى ترك محاصيلهم في الحقول، إضافة إلى الجفاف القاسي الذي يضرب لبنان هذا العام".
وانتقد سعاده غياب الدولة عن القطاع، قائلاً: "على الرغم من نحو 60 مليار دولار من المساعدات المخصّصة للقطاعين الزراعي والريفي منذ نهاية الحرب الأهلية – أي ما يقارب ملياري دولار سنوياً – لم نشهد أي تحسّن ملموس في الناتج المحلي الزراعي". وختم متسائلاً: "أين ذهب هذا المال وكيف استُخدم من قبل الحكومات المتعاقبة؟"