عام على اغتيال لقمان سليم.. وملف التحقيق فارغ

عام على اغتيال الباحث والناشر اللبناني لقمان سليم أحد أبرز المعارضين لـ«حزب الله»، من دون أن تفضي التحقيقات الأولية إلى أي معطيات تؤدي الى كشف المجرمين، وإنْ كانت ثمة شكوك حول الجهة التي تقف وراء الجريمة التي هزت الرأي العام اللبناني والغربي.

في 4 فبراير الماضي عُثر على سليم مقتولاً داخل سيارته في بلدة العدوسية التي تخضع لسيطرة «حزب الله» امنيا وعسكرياً. ولم تتبلغ عائلة سليم حتى اليوم، أي جديد عن مسار التحقيق القضائي، في حين أشارت والدته السيدة سلمى مرشاق أن «حزب الله بحسب شعوري هو من قتل ابني»، منوهة بأن «الشيعة ولبنان والعرب خسروا مفكراً قدم الكثير للحفاظ على الثقافة العربية».

ومعروف ان سليم كان قد تلقى تهديدات واضحة بالقتل وصلت الى حد تعليق لافتات على بوابة داره في منطقة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل نفوذ «حزب الله»، تقول: «المجد لكاتم الصوت». لكن سليم وبحسب ما ينقل عنه صديقه الصحافي عمر حرقوص كان مطمئنا الى أن التهديد لن يقترن بالتنفيذ معتقداً أن «هؤلاء لا يعلمون بوجودي ليفكروا بمصيري».

وفيما تشير كل الوقائع الى التحاق جريمة اغتيال سليم بسلسلة الجرائم السياسية التي بقيت من دون عقاب، ودفنت حقيقتها مع دفن الضحية، قالت شقيقة سليم، الكاتبة رشا الامير، في وقت سابق ان «قاتل لبنان هو قاتل لقمان، وهذا القاتل النشوان بسلاحه وفساده حر طليق ومتغول يخطب العالم «الحرُّ» ودّه».

«آن أوان العدالة»

بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاغتياله، أطلقت «دار الجديد» للنشر و«مؤسسة لقمان سليم»، حملة لبنانية وعربية بهدف كسر الصمت المحيط بموضوع الاغتيال السياسي في العالم العربي، بالإضافة إلى توقيع بيان ضدّ الاغتيال السياسي.

وناشدت الحملة مشاركتها «هذه الوقفة الجامعة المناهضة لثقافة القتل والإفلات من العقاب» عبر كتابة مدونات ومقالات في وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بهاشتاغ «العار لكاتم الصوت» و«صفر خوف».

وتحت عنوان «آنَ أوانُ العدْل» أطلقت المؤسستان سلسلة فعاليات انطلقت أمس بهدف اطلاع اللبنانيين على وجوه لقمان سليم المتعددة والتأكيد على اكمال مسيرته. وتخلل الفعاليات تنظيم معرض بعنوان «عن صديقتي الشريرة»، وهو العنوان الذي كان سليم يستخدمه لنشر تدويناته الساخرة والمنتقدة للمنظومة السياسية والاحزاب الطائفية. ويضم المعرض إلى جانب مقتطفات من كتابات سليم، صوراً لبيروت وأهلها من توقيع المصوّر اللبناني مروان طحطح.

«هيومن رايتس»

وبذكرى اغتياله الاولى، اشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى «أن التحقيقات اللبنانية في جرائم قتل ذات حساسية سياسية، حافلة بالعيوب، داعية المانحين إلى مراجعة المساعدات المقدمة إلى قوى الأمن الداخلي والقضاء في لبنان».

وبينت أنها راجعت التحقيقات الأولية التي أجرتها «شعبة المعلومات» التابعة لـ«قوى الأمن الداخلي» تحت إشراف النيابة العامة في أربع جرائم قتل يزعم ارتكابها على يد مجموعات لها صلات سياسية أو ذات نفوذ سياسي، مشيرة إلى أنه «لم يحدد أي مشتبه به أو الدوافع».

واضافة الى جريمة اغتيال سليم، ذكرت المنظمة جرائم قتل طالت كل من موظف الاتصالات والمصور العسكري جو بجاني والعقيد منير بو رجيلي، ورئيس قسم الأخلاقيات وإدارة مخاطر الاحتيال الرئيس السابق لوحدة الامتثال في بنك بيبلوس أنطوان داغر.