المصدر: العربية
الاثنين 7 تشرين الأول 2024 11:05:27
بعد عام من هجوم السابع من تشرين الأول الذي أضر بصورته باعتباره "أحد صقور الأمن" كما يزعم مؤيدوه، يرى مراقبون أن المواجهة مع إيران والجماعات المتحالفة معها في المنطقة تمثل بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لإنقاذ مكانته السياسية في الداخل حتى مع إمكانية اندلاع حرب إقليمية.
نتنياهو مكروه عاد ألقه!
فبعد سلسلة الضربات على جماعة حزب الله في لبنان في الأسابيع القليلة الماضية، استعاد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم في أجهزتهم العسكرية والاستخباراتية بعد حالة الإحباط التي طغت عليهم جراء الإخفاقات الأمنية الكارثية التي تجسدت في الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل العام الماضي.
وبينما نتنياهو شخصية مكروهة لمئات الآلاف الذين شاركوا في مظاهرات في أنحاء العالم احتجاجا على حرب إسرائيل على غزة خلال العام المنصرم، فإنه يمثل إزعاجا متكررا حتى لأقرب حلفائه الولايات المتحدة لكن الأمر انعكس إيجابيا عليه في الداخل الإسرائيلي.
كذلك استقبلت إسرائيل نبأ اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والحليف الرئيسي لحماس في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر/ أيلول، بفرحة غامرة في بلد لا يزال يعاني من صدمة السابع من أكتوبر، ومن الضرر الذي لحق بصورته في الخارج جراء الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة.
وحتى عندما لجأ الإسرائيليون إلى الاحتشاد في الملاجئ تحت وطأة الهجوم الصاروخي الإيراني الأسبوع الماضي، فإن نجاح إسرائيل في اعتراض معظم القذائف بالتنسيق مع حلفائها الغربيين ساعد في تعزيز شعور البلاد بالقدرة على الصمود.
لكن مقتل ما لا يقل عن 9 جنود إسرائيليين في لبنان منذ إعلان إسرائيل عن عمليتها البرية هناك في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، أثار حالة من القلق وأعاد التذكير بالمخاطر المحتملة التي تنتظر إسرائيل هناك.
كذلك فإن نتنياهو قاد جوقة من التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة والتي سعت إلى تهيئة السكان إلى مزيد من المعارك.
ووفقا لاستطلاع أجرته الجامعة العبرية في القدس، فإن حوالي 80% من الإسرائيليين يشعرون بأن الحملة في لبنان حققت التوقعات أو تجاوزتها، لكن نفس الاستطلاع كشف عن خيبة أمل فيما يتعلق بالحملة في غزة، حيث أيد 70% وقف إطلاق النار من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين إلى ديارهم.
ودأب نتنياهو على القول إن الضغط العسكري المستمر على حماس هو فقط الذي سيعيد الأسرى، وتعهد بمواصلة الحرب إلى أن يتم القضاء على الحركة كقوة عسكرية وحاكمة في غزة.
إلى ذلك، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن تحمل المسؤولية الشخصية عن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي تعد أسوأ الإخفاقات الأمنية في تاريخ إسرائيل.
واكتفى بالقول إنه سيتعين على الجميع الإجابة على أسئلة صعبة عندما تنتهي الحرب مع حماس، ورفض الدعوات التي تطالب باستقالته وبإجراء انتخابات مبكرة.
أما خارج إسرائيل، فكان نتنياهو هدفا للمحتجين الغاضبين من الحملة العسكرية الإسرائيلية التي ألحقت دمارا هائلا بقطاع غزة وقتلت وفقا
للسلطات الصحية الفلسطينية ما يقرب من 42 ألف فلسطيني.
وانتقدت حكومات دول أجنبية منها الولايات المتحدة الحليف الوثيق لإسرائيل الهجوم الإسرائيلي على غزة وعبرت تلك الحكومات عن قلقها أيضا من امتداد الصراع إلى لبنان.
جرائم حرب
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تنتظر في طلب الادعاء بإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ولم تضر هذه التطورات بصورة نتنياهو في الداخل بين قاعدته من أنصار اليمين رغم كونه أكثر الزعماء استقطابا في تاريخ إسرائيل.
ووصف نتنياهو الخطوة التي اتخذها الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية بأنها "سخيفة" وقال إنها موجهة ضد إسرائيل بأكملها ومعادية للسامية.
وبعد أن تفادى اللوم على أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل، قد يكمل نتنياهو فترة ولايته كاملة إذ لن تجرى انتخابات قبل عام 2026.