"عا السّكت"... التكفيريون سجادة عجميّة جديدة فماذا عن أحداث مغدوشة؟

الى أي مدى يُمكن لإيران التي تحدّثت بالعربية في العراق، على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان خلال قمة بغداد قبل يومَيْن، و(تحدّثت) بالنار في اليمن أمس، وسط مشهد أفغاني مُعقَّد ومُتوغِّل بالنّار، أن تزداد (إيران) قوّة في لبنان والمنطقة مستقبلاً، بحجة محاربة التكفيريين مرّة، و(محاربة) الأعداء والأنظمة "الخائنة" و"العميلة" في المنطقة، مرّات أخرى، في مشهد يستعيد السلوكيات الإيرانية على امتداد الشرق الأوسط، بين عامَي 2012 و2015؟ 

2015

فمُحاربة التكفيريين مدّدت إيران الى سوريا، وثبّتتها فيها، بموازاة تقوية حضورها في لبنان أيضاً، في ذلك الوقت، بحجّة أن الفريق التابع لها (إيران) فيه (لبنان) انخرط في الحرب السورية لإبعاد خطر الإرهاب عن لبنان، في شكل استباقي، كما للدّفاع عن المشروع الإيراني الإقليمي.

هذا بالإضافة الى الدّور الإيراني الذي ازداد كثيراً في العراق، في ذلك الوقت، بحجّة قتال الإرهاب التكفيري أيضاً. وهو ما أوصل المنطقة الى مرحلة توقيع الإتّفاق النووي مع طهران في فيينا، عام 2015، بعدما مدّت مخالبها على مستوى المنطقة، في شكل يُصعِّب أي تفاوُض على أنشطتها الإقليمية. 

ذوبان

"الهبّة" الإرهابية في أفغانستان والمنطقة حالياً، بموازاة التوتير الإيراني لبعض الساحات، يُعيدان الى الأذهان هذا المشهد نفسه، مع ما يحمله من نتائج على لبنان والمنطقة عموماً. فعندما تكون محاربة الإرهاب، حجّة لزيادة النّفوذ الإقليمي، تنعدم فُرَص حماية الدول، والحكومات المحليّة، لصالح المشاريع الأكبر والأوسع، والذّوبان فيها بما يخرج عن أي إطار واضح ومُنظَّم ومُحدَّد. 

خفيّ

أشار مصدر مُطَّلِع الى أنه "بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، ستبدأ مفاعيل الإنسحاب الأميركي من العراق بالظّهور تدريجياً أيضاً، خصوصاً أنه حصل بشكل خفيّ تقريباً، بنسبة كبيرة جدّاً، الى درجة أنه لا يزال لدى واشنطن نحو 5 في المئة من قوّتها هناك (العراق)، حالياً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "انسحابات مُماثِلة لتلك التي حصلت من أفغانستان، والعراق، دون وجود دول قادرة على أن تدير نفسها بنفسها، سيفتح الباب أمام عودة التنظيمات الإرهابية، سواء السُنيّة منها، أو الشيعية". 

خطورة

ورأى المصدر أنه "في منطقة المشرق العربي، سنجد أن أنشطة التنظيمات الشيعية المتطرّفة ستزداد، وأن تلك التنظيمات ستأخذ دورها، مقابل عودة أنشطة "داعش" و"القاعدة" في أفغانستان، وذلك تحت أسماء كثيرة".

وقال:"تعتقد الولايات المتحدة الأميركية أنها تقوم بإنجازات، على صعيد الإنسحاب وترك الناس يتقاتلون مع بعضهم البعض. وهنا خطورة السياسة الأميركية". 

لبنان

وردّاً على سؤال حول النّصيب اللبناني المُحتَمَل، من "الهبّة" الإرهابية الجديدة تلك، ومن نتائجها، أجاب المصدر:"لبنان يأكل نصيبه حالياً على مستوى تعطيل الدولة فيه، وسيطرة الفريق التابع لإيران عليه".

وختم:"بدأنا نرى منذ الأمس، ومن خلال الأحداث التي جرت في مغدوشة، فصولاً جديدة وخطيرة أيضاً. فما حصل هناك لم يَكُن إبن ساعته. والعناصر التي تحرّكت أمنياً ضدّ أهالي مغدوشة، ليست غير منضبطة، خلافاً لكلّ ما يُقال من قِبَل بعض الذين يبرّرون الإخلال بالمشهد الأمني، في هذا الإطار".