ألقى الأمن السوري القبض على الطبيب في مستشفى تشرين العسكري، بسام علي، الذي كان يمارس عمليات تعذيب بحق المعتقلين المحالين من الأفرع الأمنية، ويحقنهم بمواد قاتلة، خلال حقبة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
القبض على علي
وقالت وزارة الداخلية السورية، إن مديرية الأمن في دمشق، قبضت على بسام علي، أحد الضباط العاملين في مستشفى تشرين العسكري خلال حقبة النظام المخلوع، لافتةً إلى أنه أحد المتورطين في "الجرائم الطبية" التي ارتكبت بحق المعتقلين.
وأضافت الوزارة أن علي "حوّل مشفى تشرين إلى مسلخ بشري، وكان شريكاً في عمليات تعذيب وقتل المعتقلين المحالين إلى المشفى، إضافةً إلى تورّطه في تجارة الأعضاء البشرية وابتزاز ذوي المعتقلين".
كما أكدت أنه كان "على صلة بتصفية عدد من المعتقلين عبر حقنهم بمواد قاتلة داخل المشفى، في انتهاك صارخ لكل القوانين الطبية والإنسانية".
ولفتت الوزارة إلى أن "الجهات المختصة تتابع التحقيق مع المجرم (يوسف علي) لكشف المزيد من الجرائم التي ارتكبها خلال سنوات عمله في ظل النظام المجرم، تمهيداً لتقديمه إلى القضاء لينال جزاءه العادل".
مستشفى تشرين
وقدمت منظمات حقوقية دولية ومحلية، تقارير كثيرة عن فظائع ارتكبها ضباط أطباء داخل مستشفى تشرين العسكري، أكبر المشافي العسكرية في حقبة النظام المخلوع، لاسيما عمليات تعذيب وقتل المعتقلين السياسيين والمشاركين في الثورة السورية، بعد نقلهم من سجن صيدنايا والأفرع الأمنية، جراء سوء وضعهم الصحي نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال اللاإنسانية.
وبحسب تقرير لـ"رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا"، فإن مستشفى تشرين تحول إلى "مصنع لقتل ودفن السوريين بصمت"، خلال حقبة النظام المخلوع.
وبدأ مستشفى تشرين العسكري الذي تأسس في ثمانينيات القرن الماضي، بالظهور على لائحة التعذيب وتصفية المعتقلين خلال استعصاء سجن صيدنايا في 2008، إلى أن تحول إلى "مسلخ بشري" بعد اندلاع الثورة السورية، بوصفه كمكان لتصفية المعتقلين والسجناء الثائرين على حكم الأسد.
وعقب سقوط نظام الأسد، تكشّفت فظائع لا حصر لها عن ممارسات الأطباء داخله، منها قتل وتعذيب المعتقلين، وتحويله إلى مكان لتكديس جثثهم ثم نقله لتدفن في مقابر جماعية، وفق ناجين وموظفين سابقين في المستشفى.