المصدر: المدن
الكاتب: غادة حلاوي
الجمعة 4 تشرين الأول 2024 20:52:27
بينما كان المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامئني يؤكد خلال ترؤسه حفل تأبين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن"المقاومة في المنطقة لن تتراجع بشهادة رجالها والنصر سيكون حليفها" كان وزير خارجيته عباس عراقجي يؤكد من بيروت على "دعم المساعي الرامية لوقف إطلاق النار" ولكن بشروط!. جاء يستمهل لبنان مشيداً بالعمليات البرية لحزب الله لصد التوغل الإسرائيلي، وبقوة المحور. هي إذاً زيارة رفع معنويات لا أكثر حسب توصيف مصادر مطلعة على أجواء زيارته إلى عين التينة.
أكثر من أي وقت مضى يتعزز حضور إيران في لبنان بعد إغتيال نصرالله لتظهر في المشهد اللبناني بالمباشر، وهو الحضور الذي فرضه اغتيال نصرالله وغياب المرشح لخلافته السيد هاشم صفي الدين والذي يحتمل أن يكون قد اغتيل ايضاً من جراء غارات اسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية أمس الأول لم يوضح حزب الله حقيقتها أو يعلن الجهة المستهدفة.
رسالة التحدّي
رسالتا تحد بعثت بهما إيران أمس. تمثلت الأولى في إصرار عراقجي على زيارة لبنان رغم الحظر الإسرائيلي، أما الثانية فجاءت من خامئني ذاته في رسالة دعم للمقاومة بعد رثاء نصرالله والتأكيد على استمرار الحرب طويلا والذي عكسه في طلب الصبر.
ظهر الخامنئي ومعه قيادات الدولة بإستثناء قائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد سلاح الجو والصواريخ أحمد وحيدي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني ورئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري. غياب تقصدته إيران ليكون دليلاً على استنفار قواتها. وفي الشكل أيضا وجود ممثل حزب الله عبد الله صفي الدين إلى شمال الخامنئي ما يفسر على أنه حضور إيراني مباشرعلى خط هذه الحرب. من العبارات الكثيرة التي قالها يمكن التركيز على عبارتين: مواصلة الحرب حتى النصر الذي جزم بتحقيقه، والصبر، في إشارة لعامل الوقت. والأهم مخاطبته للرأي العام اللبناني وتقديم وعد بإعمار ما هدمته الإعتداءات الإسرائيلية وهو إعلان في معرض التأكيد خصوصاً بعد غياب نصرالله وما يمثله وعده من ثقة لدى جمهوره.
الزيارة الأهم لوزير الخارجية كانت إلى عين التينة التي سبق واستقبلت مسؤول العلاقات الدولية في مكتب الخامنئي الدكتور الشيخ محسن قمي الذي يتمتع بدور قوي ويتقدم بمسؤولياته ووقع حضوره على رأس الديبلوماسية. في الزيارتين حضر ملف الحرب الإسرائيلية على الجنوب. تختلف مقاربة هذه الحرب راهناً عما كان عليه الوضع قبيل استشهاد أمين عام حزب الله.
منعطف جديد بعد نصرالله
فرض الإغتيال منعطفاً جديداً. ساد الغموض في مسار الحراك لوقف النار الذي كان نضج بحثه، وليس معلوماً اذا كانت العودة الى ما قبل الإغتيال ممكنة أي موافقة حزب الله على وقف الحرب لمدة 21 يوماً بالصيغة التي وافق عليها أمينه العام.
فقبل إغتياله وخلال الإجتماع بين بري وميقاتي وافق نصرالله على صيغة فرنسية أميركية لوقف إطلاق النار حملها رئيس الحكومة إلى نيويورك بوعد أميركي أن تحظى بموافقة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتياهو. عاكس إصرار الأخير على العدوان التوقعات ورفض الصيغة. صعد خطابه في الأمم المتحدة ومن هناك أعطى أوامره بإغتيال أمين عام حزب الله. نقل هذا الإغتيال الوضع إلى مرحلة أكثر خطورة وفرمل حراكاً دولياً إقليمياً لعبت فيه قطر التي زارها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان دور الوسيط. كما نسف اغتيال نصرالله مساعي قطر لتطويق رد إيران على اغتيال مسؤول حماس إسماعيل هنية. كانت توافقت قطر وايران على ضبط النفس وعدم التصعيد وتلافي الردّ على هذا الإغتيال تجنباً لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة".
وقف النار بشروط
أول ما يجب التوقف عنده في زيارة وزير خارجية إيران هو ذاك التحدي لقرار إسرائيل منع الطائرات الإيرانية أو مسؤوليها من زيارة لبنان. لم يتردد وزير الخارجية نفسه في التعبير لمن حوله عن إصراره على التحدي. أما النقطة الثانية فقد كشف فيها عن فحوى زيارته وهو القائل من عين التينة "ظروف لبنان حالياً ليست عادية لكي تكون زيارتي للبنان عادية أو روتينية" مؤشرا في ذلك إلى مهمة استثنائية أو رسالة سريعة حملها إلى بري تتعلق حكما بالبحث الذي يدور في الكواليس مع"باقي الدول"، والمتعلق بوقف اطلاق النار والذي تدعمه إيران شرط" مراعاة حقوق الشعب اللبناني، وأن تكون مقبولة من قبل المقاومة، ومتزامناً مع وقف لإطلاق النار في غزة".
رفع معنويات
جاء عراقجي ليوضح مرحلة ما بعد اغتيال الأمين العام، ويقوي المعنويات بعد الضربات المتتالية التي مني بها حزب الله من جراء اغتيال عدد من قادته أبرزهم أمينه العام ورئيس المكتب التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الذي كان مرشحاً لخلافة السيد نصرالله. تعوّل إيران، كما حزب الله، على التصدي البرّي لعدوان إسرائيل والذي من شأنه أن يعزّز موقف لبنان في التفاوض على وقف النار. تقول مصادر متابعة للزيارة إن وزير الخارجية "حمل رسالة دعم إيران للبنان والمقاومة ومواصلة التنسيق مع المحور"، في وقت قالت مصادر عين التينة إن زيارته بمثابة رفع معنويات وتقديم نصيحة للبنان بألا يستعجل بتقديم تنازلات لأن مسار الميدان سيكون لصالحه". غير ان المصادر عينها عبرت عن حقيقة المرحلة بالقول إن "الأمور مقفلة" كاشفة عن رسائل ديبلوماسية تلقاها لبنان تلمح إلى صعوبة التوصل إلى أي اتفاق مع لبنان طالما أن لا رئيس للجمهورية ولا حكومة شرعية ليتم الإتفاق معها، وأن باعثي هذه الرسائل يتحدثون عن مواصفات رئيس للجمهورية لا تنطبق على أي مرشح توافقي".