عطلة أسبوع بيروتية باردة سياسياً وحامية بالتهديدات الإسرائيلية

عطلة نهاية أسبوع باردة في بيروت، في السياسة وفي الأحوال الجوية التي تغيرت بسقوط المطر بعد طول انتظار، وتبدلت رائحة التراب الصاعدة من الأرض، وحمل الناس المظلات أثناء تنقلهم سيرا على الأقدام في الشوارع، وغرقت جوانب عدد من الطرق بالمستنقعات المائية، مع تعويل على اكتساء قمم الجبال المرتفعة فوق ألفي متر بالثلوج. وأمكن لبعض المواطنين في المناطق الساحلية الاستغناء بصورة أولية عن تشغيل أجهزة التبريد في المنازل والمكاتب، بعد موسم طويل من الحر.

على ان برودة الطقس لم تحجب التهديدات الإسرائيلية المستمرة بالتصعيد ضد لبنان، من خلفية النيل من البنية العسكرية لـ «حزب الله»، بحسب معلومات تتداولها باستمرار وسائل إعلام إسرائيلية على اختلاف أنواعها.

في المقابل، يستمر لبنان الرسمي في المواجهة بما أوتي له من أوراق عبر أصدقاء دوليين وعرب، للجم الجانب الإسرائيلي، مع التمسك بالمطالبة بتحقيق الانسحاب العسكري الإسرائيلي من الأراضي اللبناني التي احتلتها إسرائيل بعد اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، وإطلاق الأسرى وترسيم الحدود البرية.

ويعود الخلاف حول قانون الانتخاب إلى الواجهة، ليس من بوابة إجراء الانتخابات واقتراع المغتربين فحسب، بل من خلال تجسيده لانقسام في عمق الحركة السياسية وانعكاسه على العجلة الحكومية للبلاد.

وقال مصدر وزاري لـ «الأنباء»: «التجاذب داخل الحكومة بين وزراء المعارضة من جهة ووزراء الثنائي الشيعي من جهه ثانية، وقبله في المجلس النيابي، يضعف سلطة القرار في تحقيق المطلوب من لبنان في مجال الاصلاح وبسط سلطة الدولة»، مشيرا إلى «ان تعديل مادة في قانون انتخاب، لا يمكن ان يحدث هذا الاصطفاف ويدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة تشل عمل السلطة، وتحول دون تنفيذ التزاماتها مع اقتراب العهد من طي سنته الأولى من الولاية الرئاسية».

وأضاف المصدر: «ثمة مواقف عدة تقاطعت في الوقت عينه، الأمر الذي يوحي معها ببعض التخوف من الذهاب إلى أزمة سياسيه أكبر وأبعد مما هو حاصل. واذا تجاوزنا عدم زيارة وفد وزارة الخزانة الأميركية لرئيس المجلس نبيه بري، على اعتبار ان مهمة الوفد ترتبط بشأن مالي يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل «حزب الله»، واعتبار الوفد ان دور رئيس المجلس لا يساهم بأي تطور في هذا المجال، على رغم من ان جميع الوفود وخصوصا الأميركية منها، تحرص على زيارة الرئيس بري والاستماع إلى رأيه كون «كلمة السر عنده.. غير ان ما طلبه عضوان من الكونغرس الأميركي من الرئيس دونالد ترامب باتخاذ إجراء ضد رئيس المجلس بوصفه يعطل إجراء العملية الانتخابية، وتقاطع هذا الطلب مع «الهمس بوحا» من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، بأن هناك من يذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية للتحريض، يطرح علامات استفهام كبيرة».

الا ان المصدر استبعد «ان يكون لذلك أي تأثير على مسار التوجه الدولي تجاه لبنان، لأن الاهتمام يتجاوز المسائل الداخلية وينحصر في موضوع السلاح والحدود، ولكنه يسهم في ازدياد حدة الانقسام الداخلي والتشرذم، ومعه تعطيل كل المشاريع الإصلاحية ويشكل شللا كبيرا في إدارة الدولة كما هو ظاهر».

في هذا الوقت، فإن التعويل على المساعي الدولية وحركة الوفود النشطة باتجاه لبنان سواء سياسيا وأمنيا واقتصاديا في إطار الخطة المتكامله لمسار التغيير في المنطقة. وتتوقف مصادر مطلعة عند طرح مستشارة الرئيس الفرنسي آن – كلير لو جاندر لموضوع المساعدة في ملف الحدود بين لبنان وسورية، باستعداد بلادها تقديم خرائط حول الحدود بين البلدين وهي الدولة التي كانت منتدبة على لبنان وسورية. وهذا الامر سيثار مع المسؤولين في دمشق، وقد سبق لبريطانيا ان قدمت عرضا مماثلا في هذا المجال، الأمر الذي يؤشر إلى الاهتمام الأوروبي والدولي بتسوية الحدود بين لبنان وسورية، على اعتبار انها شكلت في الماضي، ولاتزال، سببا لعدم الاستقرار ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة لجهة تداعيات التهريب وتحرك الجماعات المسلحة. وان ظبط هذه الحدود يساهم في تحقيق الاستقرار في لبنان ويكون عاملا مساعدا لاستقرار المنطقة.