في 13 تشرين الأول/اكتوبر، تعرضت الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان إلى استهداف اسرائيلي خلال تغطيتهم للأحداث الأمنية في جنوب لبنان، الأمر الذي أدى إلى استشهاد المصور عصام عبدلله من وكالة "رويترز"، وتعرّض أكثر من 3 صحافيين لإصابات بالغة.
أصيبت كريستين (28 عاماً) في قدمها، بعد يوم واحد من وصولها إلى بيروت لمتابعة الأحداث العسكرية على الحدود الفلسطينية لوكالة "فرانس برس". تقطّعت الشرايين والأنسجة في قدمها، ولا تزال داخل المستشفى في بيروت لاستكمال علاجها.
وفيما يحاول الأطباء اعتماد جميع أساليب المعالجة الطبية تجنباً لبتر قدمها، يؤكد أحد أقاربها، المحامي عياد عاصي في حديث خاص لـ"المدن" أن مرحلة علاجها ستكون طويلة جداً ولن تنتهي بسهولة، فالأطباء يحاولون معالجة إصابتها من دون اللجوء إلى بتر قدمها، لا سيما أن المشكلة الأساسية أنها ستكون بحاجة ضرورية إلى تعقيم مكان الإصابة بشكل يوميّ، فالأطباء لم يتمكنوا من "تسكير" هذه الإصابة خوفاً من انتشار الغرغرينا.
أجرت كريستينا أكثر من 3 عمليات جراحية طويلة، دامت كل منها أكثر من 11 ساعة متواصلة. ويضيف المحامي عاصي وضعها الصحي أصبح مستقراً إلى حدٍ ما، لكنه لا يُخفي أنها عانت في البداية من صدمةٍ بعد معرفتها بمقتل عصام، إلا أن حالتها النفسية بدأت تتحسن خلال الأيام الماضية، إذ تسعى إلى التواصل اليومي مع أصدقائها. هذا وأكدت كريستينا أن عصام أنقذ حياتها من الموت، إذ أصرّ على الوقوف أمامها لحمايتها من أي ضررٍ.
استمرار الشغف
في السياق نفسه، تواصلت "المدن" مع مصور قناة الجزيرة، إيلي برخيا (50 عاماً)، الذي تعرض أيضاً لإصابة بالغة في الكتف الأيسر بسبب الاستهداف الإسرائيلي للطواقم الإعلامية في جنوب لبنان.
وفي حديث خاص لـ"المدن" يشير برخيا إلى أن مدة العلاج لم تحدد بعد، لكنها ستكون طويلة، فهو بحاجة إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية. فالشظايا تركزت في قدميه بشكل كبير، وتكسرت عظامه وكُسرت أضلاعه، واستقرت شظية داخل طُحاله إلا أن الأطباء قرروا عدم إزالتها لأنها لن تشكل أي خطر عليه.
وعليه، فقد أجريت له عمليات جراحية عديدة بسبب إصابة يديه وأصابعه. كما أنه بحاجة إلى تركيب بعض القطع الحديدية في الكتف لترميم الكسر، فهو عاجز عن تحريك كتفه ويده. وفي ما يتعلق بالمرحلة المقبلة من العلاج، لفت برخيا إلى أن الأعصاب قد تلفت من إحدى أذنيه، فصار عاجزاً عن السمع فيها، وسيكون بحاجة إلى عملية جراحية ومتابعة طبية من أجل معالجة هذا الأمر.
بات مؤكداً أن الطواقم الإعلامية ستكون بحاجة إلى فترة طويلة لتتعافى جسدياً ونفسياً في الوقت عينه، والمؤكد أن الاستهداف الإسرائيلي لم ينجح بتدمير شغفهم بممارسة مهنتهم ونقل الحقيقة للرأي العام. حيث أكد برخيا في حديثه لـ"المدن" أن أزمته الصحية ستنتهي وسيعود إلى متابعة عمله مجدّداً، وبالرغم من إصابته البليغة إلا أنه لن يتخلى أبداً عن شغفه بالمهنة، علماً أنه شارك في توثيق مختلف الأحداث العسكرية الحاصلة في مختلف البلدان وأبرزها سوريا، وأوكرانيا، والعراق، وليبيا، لكنها المرة الأولى التي يتعرض فيها لإصابة بهذا الحجم.