المصدر: العربية
الأربعاء 10 نيسان 2024 23:43:06
يوجد لدى الجميع لحظات أو قرارات أو تفضيلات يحتفظون بها لأنفسهم وتكون مدفونة تحت طبقات من المجاملات والتوقعات الاجتماعية. ويجد البعض أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى تبرير اختياراتهم أو مشاعرهم.
إن جمال كوننا بشرًا يكمن في التنوع والفردية والاستقلالية. يتمتع كل شخص بالحرية في اتخاذ خياراته الخاصة، وعيش حياته بطريقته الفريدة، طالما أنه لا يخرج عن القيم والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع المحيط به، من دون الشعور بالالتزام بتبرير هذه الاختيارات للآخرين.
بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع The Expert Editor، يؤكد علم النفس أن هناك أمورا معينة لا يدين الشخص بتفسيرها لكائن من كان، كما يلي:
1. الماضي
في عالم مهووس بالتحقق من الخلفية والتفتيش عن تاريخ الآخر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من السهل أن يشعر الشخص وكأنه مدين للناس بتفسير لماضيه. ولكن في الواقع لا ينبغي أن يقوم الشخص بذلك. إن كل شخص لديه تاريخ ومجريات الحياة التي شكلت ما هو عليه اليوم.
ويمكن أن يكون هذا الماضي مليئًا بالانتصارات والفشل والفرح والألم. لكنه في نهاية المطاف هو قصة حياة الشخص والتي لا يدين بتفسير فصولها لأحد وغير ملزم بمشاركة تاريخ حياته أو تبرير القرارات التي اتخذها حينها.
وإذا اختار الشخص الكشف عن ماضيه، فيمكنه أن يفعل ذلك إذا كان الأمر يبدو مناسبًا له وأنه يقوم بذلك طواعية من دون أي شعور بالضغط أو الإجبار.
2. مسار الحياة المهنية
تُعطى الأولوية في عالم اليوم للنجاح التقليدي. ويمكن أن يواجه البعض نظرات حيرة أو انتقادات صريحة عندما يفصح عن طموحاته المهنية غير التقليدية. وربما يضطر البعض إلى الدفاع عن اختياراته عندما يتعرض لضغوط شديدة للتوافق مع المسارات المهنية التقليدية. ينصح علماء النفس بتجاهل أي ضغوط أو انتقادات وأن يتذكر الشخص دائمًا أنه غير مدين لأحد بتفسير قراراته المهنية. طالما أن عمله يتوافق مع شغفه وقيمه، فإنه على الدرب الصحيح.
3. الخيارات الغذائية المفضلة
إن الخيارات أو القرارات الغذائية تخص الشخص وحده ولا يهم رأي الآخر فيما تأكله أو تشربه أو ما تمتنع عنه من طعام أو شراب. سواء كان الشخص نباتيًا أو يميل لتناول أطعمة خالية من الغلوتين، أو من محبي تناول اللحوم، إنها تفضيلاته الغذائية وتخصه هو وحده. إن تناول الطعام هو تجربة شخصية ويجب أن يكون ممتعًا، وليس مرهقًا أو مسببًا للشعور بالذنب.
4. الحالة الاجتماعية
سواء كان الشخص أعزب أو متزوجا، فإن حالته الاجتماعية هي أمر شخصي بحت لا يخص أحدًا غيره ولا ينبغي أن يتجاوب مع ضغوط المجتمع غير الضرورية ليتناسب مع قوالب اجتماعية معينة، لأنه ما يناسب أي شخص ربما لا يكون مريحًا لآخر عندما يتعلق الأمر بالعلاقات. إن رحلة كل شخص فريدة من نوعها ولها تواريخها ومحطاتها حسب اختياراته فقط. لذا، فإن الشخص غير مدين بتقديم أي مبرر لحالته الاجتماعية أيًا ما تكون.
5. الحزن
إن الحزن هو أحد أكثر التجارب الشخصية التي يمكن للمرء أن يمر بها. إنها حالة فريدة لكل فرد وتأتي في أشكال عديدة، مثل فقدان أحد أفراد أسرته أو نهاية علاقة اجتماعية أو فرصة ضائعة.
في أوقات الحزن، يمكن أن يصادف المرء أشخاصًا يحاولون تشريح ألمه، ويسألونه عن سبب استغراقه وقتًا طويلاً للمضي قدمًا أو لماذا لا يزال "عالقًا" في أحزانه. وبحسب علم النفس، فإن أي إنسان غير مدين للآخرين بتفسير كيفية حزنه أو المدة التي يستغرقها للتعافي. إن الشفاء ليس عملية خطية، وكل شخص يتعامل معه بشكل مختلف. ومن حق كل شخص أن يشعر بمشاعره من دون مبرر أو ذنب.
6. الحدود الشخصية
يعد وضع الحدود الشخصية أحد أهم أعمال احترام الذات والرعاية الذاتية التي يمكن القيام بها، عندما يتعلق الأمر بفهم الحدود ومعرفة ما إذا كان المرء يشعر بالارتياح أو يعاني من توتر أو قلق.
يمكن أن تتمثل الحدود الشخصية في رفض العمل لساعات إضافية، أو اختيار عدم مناقشة مواضيع معينة مع الآخرين، أو اتخاذ قرار بقضاء بعض الوقت الهادئ بمفرده كل يوم. لا يوجد ما يضطر المرء إلى تفسير هذه الحدود، حيث إن لديه كل الحق في حماية مساحته وطاقته.
7. الأبوة
إن اتخاذ قرار بعدم إنجاب الأطفال أو عدم إنجاب أطفال لأي أسباب أخرى يمكن أن يكون حالة مؤرقة في بعض المجتمعات. من المهم أن يتذكر المرء أنه غير مدين بتفسير عدم إنجاب أطفال لأي شخص آخر. إنه أمر شخصي بحت سواء كان اختياريًا أو غير متاح لأسباب أخرى.
8. القرارات المالية
تكون الأمور المالية في أغلب الأحيان شأنًا شخصيًا. إن الطريقة التي يختار بها المرء إنفاق أمواله أو ادخارها أو استثمارها أمر متروك له تمامًا. سواء كان يفضل الإنفاق على الخبرات بدلاً من السلع المادية، أو إذا كان الادخار التقاعدي هو أهم أولوياته، إنها القرارات التي يجب عليه اتخاذها بنفسه لنفسه.
إن القيمة التي يحددها الشخص للجوانب المختلفة من حياته هي تفضيل شخصي ولا يحتاج بأي حال أن يبررها للآخرين.
9. الطموحات والأحلام
في ثقافة عالم اليوم الذي يشجعنا غالبًا على التعبير العشوائي عن الطموحات والتطلعات، ربما يبدو اختيار الاحتفاظ الشخص بأحلامه لنفسه أمرًا مخالفًا. وربما يكون قد قوبل بالمفاجأة أو حتى الرفض عندما قرر عدم مشاركة خططه المستقبلية مع الآخرين.
يؤكد علماء النفس أن المرء غير مدين لأي شخص بتفسير احتفاظه بأحلامه لنفسه. في بعض الأحيان، يمكن أن توفر حماية التطلعات المساحة والصفاء التي يحتاج إليها المرء للنمو والمضي قدمًا بعيدًا عن أي عوامل تشتيت.
10. مسار الحياة
إن رحلة حياة كل شخص تكون فريدة من نوعها. إنها مليئة باختياراته وتجاربه وأحلامه وظروفه وقدراته. لا يجب على أحد أبدًا شرح أو تبرير مسار حياته لأي شخص آخر.
يجب تذكر أن الأمر لا يتعلق بالمكان الذي سيذهب إليه المرء، بل بكيفية الوصول إلى هناك. لذا ينبغي أن يعيش كل شخص تجربته الذاتية وفقًا لشروطه، وألا يشعر على الإطلاق بأنه ملزم بشرح طريقه للآخرين.