المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
السبت 29 آذار 2025 15:07:42
كأن الزمن قد عاد الى الوراء، زمن الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما جاءت صواريخ جديدة مجهولة المصدر لتفتح الباب امام موجة أُخرى من الغارات، تماماً كما حصل السبت الماضي، حين سقطت صواريخ بقيت هويتها لغزاً، بعد إنذار وجهه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي رداً على الصواريخ التي أطلقت في الساعات الماضية من لبنان باتجاه الجليل الأعلى، في وقت نفى "حزب الله" جملةً وتفصيلاً إطلاقه هذه الصواريخ، وذلك يندرج تحت خانة عدم قدرته على إعادة إشعال الجبهة اللبنانية مع إسرائيل.
في الواقع، يؤكد الخبراء العسكريون، انه اذا استمرت عملية اطلاق الصواريخ بشكلٍ متكرر، سنشهد تصعيداً اكبر، بالتالي كي يتوقف ذلك، علينا اما الذهاب مع اسرائيل الى اتفاق سلام أو أقل من ذلك أو أكثر من هدنة، والا سنستمر هكذا، والصاروخان اللذان وجها بالأمس قد يكونان من الحزب أو من غيره، لكن كل هذا يبقى مجرد تفاصيل وما يحدث في الجو العام أننا لن نرتاح اذا لم نذهب الى مفاوضات مع إسرائيل، وهذا ما وافق عليه الحزب في 27 تشرين الثاني الماضي، لكنه بدأ يتنصل منه، والذي يقول بشكل واضح، تطبيق القرار 1701، ضبط الحدود السورية – اللبنانية، وضبط السلاح من شمال الليطاني كما جنوبه.
بالتالي، هناك من يسأل متى يقتنع الحزب، بأن ثمة قراراً اقليمياً، يهدف الى سحبه من المعادلة العسكرية الإيرانية، كما يجري اليوم في غزة واليمن، الذي يؤشر الى القضاء على اذرعة ايران أي نظام الميليشيات في منطقة المتوسط، وما يثير المخاوف ان لا تكتفي إسرائيل بشن غارات على الضاحية والبقاع والجنوب وغيرها من المناطق، بل قد لا توفر هذه المرة لا قيادات عسكرية ولا سياسية من الحزب، لا سيما ان الاغتيالات المستمرة تثبت ان الاخير لم يتمكن بعد من سد الخرق الأمني الفاضح الذي يعانيه منذ حرب ٨ أكتوبر.
وفي ظل هذا التصعيد، يبدو لبنان مقبلاً على مرحلة دقيقة، امام الضغوط المتزايدة، خصوصاً اذا استمر القصف الإسرائيلي بوتيرة متصاعدة، بالتالي فإن السيناريوهات المفروضة عليه قد تدفعه الى مسار غير مسبوق في تاريخه.