عملية رفح تشوّش على مخططات واشنطن وتتهدّد مسار السلام برمّته!

قتل جندي مصري في تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين عند معبر رفح، امس، حسب ما أكدت هيئة البث الإسرائيلية. وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع حادث إطلاق النار على الحدود المصرية، وقال إنه قيد التحقيق، مشيرا إلى "اتصال مع الجانب المصري". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه لم تقع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وفي وقت سابق الاثنين، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع "حادث غير عادي بين الجيشين الإسرائيلي والمصري في معبر رفح"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تجري تحقيقا في تفاصيله".

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فقد "أطلق جنود مصريون النار على جنود إسرائيليين في معبر رفح من دون وقوع إصابات". وأضافت "الحادث يأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد تكون له عواقب سياسية". كما قالت القناة 14 الإسرائيلية إن "الجيش الإسرائيلي أطلق طلقات تحذيرية بعد إطلاق النار من القوات المصرية".

وبعد دقائق من نشر هذه الأخبار، قالت الوسائل ذاتها "بسبب تعليمات الرقابة العسكرية تم حذف المعلومات حول الحادث مع الجيش المصري في رفح".

تأتي هذه المستجدات الخطيرة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية، في وقت تعارض فيه مصر وقطر، الوسيطتان في مفاوضات الهدنة بين حماس واسرائيل، ومعهما العواصم العربية والغربية كلّها، وعلى رأسها واشنطن وباريس، للعملية العسكرية التي تنفّذها تل ابيب اليوم في رفح.

واذا كانت اسرائيل لا تبالي بهذه المواقف كلّها، وتمضي قدما في ما خططت له للمعبر، وقد شهد في الساعات الماضية على مجزرة جديدة، ذهب ضحيتها اطفال، فإن سلوكها هذا بات يتهدد بخلط الاوراق في المنطقة وبقلب توازناتها رأسا على عقب. فاتفاقية السلام التي تحكم العلاقات بين تل ابيب والقاهرة منذ كامب دايفيد عام 1978، باتت على المحك، بفعل اصرار الكيان العبري على مهاجمة رفح الحدودية مع مصر، واعتراض الاخيرة بشدة على هذه العملية، التي تهدف في ما تهدف اليه، الى نقل الفلسطينيين الفارين من غزة الى هذه النقطة، الى الداخل المصري.

والجدير ذكره هنا، ان واشنطن تسعى الى توسيع رقعة تفاهمات ابراهام اي اتفاقات التطبيع بين العرب واسرائيل وهي للغاية تعمل جاهدة اليوم على انضاح اتفاق بين الاخيرة والرياض. غير ان ما تفعله اسرائيل لا يعوق تقدم مساعيها التطبيعية فقط، بل وايضا يتهدد اتفاقيات التطبيع والسلام الموقّعة اصلا، ومنها اتفاق كامب دايفيد.

عليه، فإن المصادر لا تستبعد ان تضطر واشنطن الى التدخل بقوة اكبر في قابل الايام، لدى تل ابيب، للجمها، قبل ان تعيد الصورة في الشرق الاوسط الى النقطة الصفر، وتشدد الى كل سياسات واشنطن في المنطقة، ضربة قاضية..